السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة ثانوية عامة، لا أستطيع أن أفتح كتابا، متعلقة بالهاتف جدا، أحاول أن أذاكر لكني لا أستطيع تماما.
بدأ الطلاب في المراجعة وأنا لم أنه المنهج إلى الآن! واقتربت امتحاناتي، وأشعر بالعجز، وأنا لم أنه شيئا.
علما بأني بطيئة في الحفظ جدا، ويأخذ الهاتف كل وقتي، مع أني لا أتكلم مع أحد.
كيف أبتعد عن الهاتف؟ وماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرفت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك بنتنا، ونسأل الله أن يزيدك حرصا على الخير، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يكتب لك النجاح والفلاح.
لا يخفى عليك أن الإنسان لا يملك أغلى من هذه الثواني التي تمر، وهي خصم من أعمارنا، والوقت هو الحياة، والإنسان الذي يضيع وقته يضيع رأس ماله في هذه الحياة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، فالنبي نبه هنا إلى أن الفراغ نعمة من نعم الله تبارك وتعالى.
أولى الناس بالاستفادة من الفراغ هم طلاب العلم، فتعوذي بالله من شيطان يريد أن يشغلك بهذا الهاتف وبهذا الجوال عن الجد والطلب، والله تعالى يقول: {فإذا فرغت فانصب} ولم يقل فإذا فرغت فالعب، وثقي بأنك مؤمنة، ستتركين بعد أيام معدودة طعامك وشرابك لله (شهر رمضان) فكيف تعجزين عن ترك هذا الهاتف والتخلص منه؟!
أرجو إبعاد الهاتف تماما والإقبال على دراستك، ولا تتعذري بهذا التأخر الذي حدث، فإنك تستطيعين أن تنجحي وتدركي الزميلات، بل وتتفوقي إذا استعنت بالله تبارك وتعالى. نظمي جدول المذاكرة، واحرصي على إبعاد هذا الجهاز، وأرجو أن تطلبي من أسرتك أيضا مصادرة هذا الجوال أو أن تضعي الجوال عند الوالد أو الوالدة، حتى تتاح لك فرصة أن تكملي دراستك بنجاح.
تعوذي بالله من شر هذا الجهاز الذي يشغلنا عن كل خير، فإن هذا الجهاز ينبغي أن نقنن استخدامه، بل الذين صنعوا هذه التقنية يضجون من آثارها على الطلاب وعلى الدراسة وعلى كل أنماط الحياة، لأنها تشغل بأمور لا تقدم ولا تؤخر.
إذا كنت -ولله الحمد- لا تتكلمي مع أحد فهذا أهون من أن ترتبطي بغافلات أو صديقات يشغلنك عن المعالي وعن الجد، فانتصري على نفسك، وتعوذي بالله من الشيطان، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وضعي جدولا للمذاكرة، والتزمي بالجدول الذي وضعته للمذاكرة، واعلمي أن استخدام الجوال حتى لو فرضنا أنه في الخير ينبغي أن يكون مقننا وينبغي أن يكون في غير هذا الوقت الذي ما ينبغي لطالب العلم – أو الطالبة – أن يكون له هم إلى التفوق والنجاح في دراسته أو دراستها.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.