الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بقيت على تواصل معي بعد زواجها وأخشى من حرمة ذلك!

السؤال

السلام عليكم ورحمة تعالى وبركاته

عندما كنت في التاسعة عشرة من عمري أحببت فتاة، كنا ندرس معًا في أحد المراكز، أحببنا بعضنا لفترة تقل عن عام، ولكن في تلك الفترة تعمق حبي لها، وكنت أستعد لأُخْبر أهلي كي يذهبوا إلى أهلها ليطلبوا يد هذه الفتاة، ولكن قبل أن أُبادر وأقول لأهلي، اتصلت بي في أحد الأيام وقالت: إنها ستتم خطبتها، وقد اجتمع أهلها يريدون أن يزوجوها لصديق عمِّها، ولا خيار لديها إلَّا أن توافق؛ لأنها إن لم توافق ستقوم مشكلة بين أبيها وجدتها. وقدر الله ما شاء فعل، وتزوجت.

وقت زواجها لم أكن متواجدًا، لأني قد سافرت للعمل خارج بلادي، وبعد الزواج جاءت مع زوجها إلى البلد الذي أعيش فيه، وأظن قد بحثت عني وهي تعرف حسابي في الفيسبوك، راسلتني وتواصلت معي على أساس أنها تريد دائمًا استشارتي عندما يصعب عليها شيء، لأني أقدم منهم في البلد، أو عندما تريد أن تعرف أخبار أهلها وتريد التواصل معهم، علمًا بأن بلادي في حرب، ولا وسيلة للتواصل المباشر بسبب انعدام الشبكات.

السؤال: هل حرام أن أتحدث معها لأنها محرمة عليّ ولأنها متزوجة؟ وهل عليّ ذنب لأني أتواصل معها؟ وإن كان علي ذنب فكيف أكفر عنه؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

سؤالك يدل على خير فيك، واستفسارك عن الحلال والحرام دال على أنك مريد للحق باحث عنه، ونسأل الله أن تكون خيرًا مما نظن، وأن يثبتك على الحق حتى تلقاه.

أخي: إن التواصل المحرم الذي كان بينك وبين الفتاة، والذي صرفه الله عنك أو صرفك عنه، لا تزال بقاياه في النفس باقية، شئت أم أبيت، وإن الشيطان المرابط على ثغر قلبك يريد إفسادك وتدمير تدينك، متربص بك الدوائر، وإن من اليسير عليه بعد التواصل أن يعيد ما كان أصعب ممَّا قد كان، وأن يجعل هذا الحرام ينمو رويدًا رويدًا في قلبك، حتى يجعلك -ويجعلها معه- أسير نزوة وعبد شهوة، وسيبدأ الانحدار بالسؤال المباح في أصله، ليصل إلى المحرم في ذاته، وتلك خطوات الشيطان التي حذرك منها القرآن بقوله: (لا تتبعوا خطوات الشيطان).

لذا نوصيك -أخي- بما يلي حفاظًا على تدينك وصيانة لنفسك:
1- قطع التواصل المحرم بينك وبين الفتاة فهي أجنبية عنك، فالحديث معها لا يجوز، خاصة وهناك سابقة تورد المهالك، ولا اعتبار لكونها من بلدك أو كونك أسبق منها؛ فإن معها زوجًا يستطيع أن يسأل، وإن معها هاتفًا تستطيع أن تبحث عما تريد، والذي جعلها تصل إليك عن طريق وسيلة تواصل، يجعلها تصل لمن تريد إذا أرادت.

2- مسح كل أرقامها أو وسائل التواصل معها، وتغيير كافة الحسابات التي تعرفها عنك، وعمل حظر لها -بلوك- قبل المسح على كل وسيلة تواصل كانت تصل إليك عبرها، ولا يُوهنُ عزمك توسلها لك أو تذكيرك بما كان بينك وبينها؛ فإن هذا أول الهوان وبداية الهلاك.

3- البحث عن زوجة صالحة تقية، ثق أن الله سيعينك ما دمت قاصدًا الحلال، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف).

4- الاجتهاد في الصيام، والتحصن بالذكر، والصحبة الصالحة، وشغل كل أوقاتك؛ حتى لا يكون عندك فراغ يشغلك بالمعصية عن الطاعة، هو الطريق إلى النجاة أخي الكريم.

نسأل الله أن يوفقك وان يسعدك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً