أعاني من الصرع وارتفاع الضغط مما أثر على الذاكرة، ما العلاج؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مريض بالصرع وارتفاع الضغط، وأستعمل حبوب الأيبيتام للصرع واكسفورج للضغط -والحمد لله-.

متزوج عمري 45 عام، لكن مشكلتي هي ضعف الإدراك والذاكرة، على مستوى أنني أذهب لبيت شخص أكثر من مرة، وأنسى المكان، ولو كنت مع شخص وعرفني على صديقه أنسى الاسم، وانا معهم وسريع الغضب سريع الرضا، وطبعي هادئ جدا، وأجد صعوبة في اتخاذ أي قرار يخص حياتي.

المشكلة الأخيرة هي سرعة القذف، أتمنى أن أجد علاجا لمشكلتي.

بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية، وكل هذه الابتلاءات المرضية -إن شاء الله- في ميزان حسناتك، وعلينا أن نحتسب كل ألم وكل وجع حتى نتحصل على الأجر والثواب، لأن من جزع من المرض ولم يحتسب فقد خسر، والكل مبتلى، وأكثر الناس بلاء الأنبياء، وحتى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتوجع، ويوعك وعكا شديدا، حتى أنه قال: (إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم)، قالوا: قال: وذاك لأن لك الأجر مرتين؟ قال: (نعم والذي نفسي بيده ما من مسلم يصيبه أذى، مرض فما سواه إلا حط الله -عز وجل- عنه خطاياه كما تحط الشجرة ورقها).

الحمد لله تعالى العلاج متوفر، وعلينا أن نأخذ بالأسباب، ومن أسباب العلاج تناول الدواء، ونسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك ويحفظك.

موضوع ضعف التركيز والنسيان كثيرا ما يتعلق بمرض الصرع، خاصة إذا كان المركز الصرعي -أو البؤرة الصرعية- تنطلق من الفص الصدغي، لأن الفص الصدغي هو مركز العواطف والوجدان وكذلك مركز الذاكرة، وطبعا سرعة الغضب أيضا تتعلق بوجود البؤرات في هذا الجزء من الدماغ.

الأدوية التي تتناولها هي أدوية ممتازة، وحقيقة المهم هو أيضا أن تجعل نمط حياتك نمطا إيجابيا، لأن النمط السلبي للحياة يضعف التركيز ويضعف الدافعية، وأنا أيضا أنصحك بأن تكون حريصا جدا في ما يتعلق بحسن إدارة الوقت، وتجنب السهر، والحرص على النوم الليلي المبكر، هذه تحسن التركيز، وتعطيك دافعية وقوة ونشاطا، تستيقظ مبكرا، تصلي الفجر في وقته، وهكذا، وتقرأ أذكار الصباح، وتقرأ وردك القرآني، لأن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، ويساعد على التركيز كثيرا، {واذكر ربك إذا نسيت}، {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}، ونعرف أن القرآن هو أعلى درجات الذكر.

ورياضة المشي أيضا تحسن كثيرا في مثل حالتك من حيث الذاكرة والتذكر وكذلك امتصاص نوبات الغضب.

من المهم جدا أن تعبر عن ذاتك ولا تكتم، تجنب الكتمان؛ لأن الكتمان والاحتقانات النفسية تؤدي إلى سرعة الاستثارة وكذلك الغضب.

ويا أخي: طبق ما ورد في السنة المطهرة حول التعامل مع الغضب:

- لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب.

- غير وضعك.

- غير مكانك.

- اتفل ثلاثا على شقك الأيسر.

- استعذ بالله من الشيطان الرجيم من نفثه ونفخه وهمزه.

- توضأ لأن الوضوء يطفئ نار الغضب.

هذه علاجات نبوية عظيمة جدا، وأعتقد أنه لم يسبق أحد في علاج الغضب مثل هذا العلاج النبوي، وأعتقد أنك في هذا السياق -وبما أنك هادئ الطبع- فسوف تستجيب لهذا المنهج العلاجي النبوي بصورة أفضل.

قضية اتخاذ القرارات: أنا أعتقد أن هذه مشاعر سلبية أكثر مما هي واقعية، فدائما تدارس الأشياء المهمة، واستخير، واستشير، واتخذ قرارك على ضوء ذلك.

سرعة القذف قطعا القلق يلعب فيها دورا، وأنا سوف أصف لك أحد الأدوية الممتازة جدا، دواء بسيط جدا يساعد في سرعة القذف، وكذلك يزيل عنك -إن شاء الله تعالى- التوترات، ويساعد في علاج الغضب، الدواء يعرف باسم (باروكستين) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (زيروكسات) أريدك أن تتناوله بجرعة صغيرة، وهي: 12,5 مليجرام يوميا، وهذا النوع من الزيروكسات يسمى (CR) سيكون مفيدا لك أخي الكريم، تناوله مثلا لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك يمكن أن تجعل الجرعة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تجعلها مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إن شاء الله تعالى الزيروكسات بهذه الجرعة لن يؤدي إلى أي نشاط صرعي، كما أنه لا يتعارض أبدا مع علاج (دواء) الصرع أو علاج ضغط الدم.

هذه هي نصائحي لك، وإن أردت أيضا أن تأخذ برأي طبيب نفسي فلا بأس في ذلك، وإن أردت أن تتبع هذه التعليمات -وأنا في ثقة أنك سوف تتبعها- وتتناول الدواء الذي ذكرته لك، فقم بذلك وتوكل على الله واحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك، ويمكن أن تراسلني بعد شهرين لنعرف نتائج العلاج.

وللفائدة راجع هذه الروابط: (258402 - 226699).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات