السؤال
السلام عليكم.
أبلغ من العمر 24 عاما، وأشعر أنني مستعد للزواج، لكن العمل الذي أنا فيه ليس فيه فتاة صالحة ذات دين، كما أنني ليس لدي أخت فيكون مثلا لديها صديقات تعرف أمور دينهن فأتقدم لإحداهن، وليس لدي أقارب إناث، و لا أعرف كيف أجد ذات الدين التي أوصى بها نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فبماذا تنصحونني؟
أشعر أنه كلما امتد الوقت فلن أجد فتاة صالحة أتزوجها، وأشعر أن في داخلي طاقة لم أعد أستطيع كبحها وأخشى على نفسي الفتنة.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه االله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يضع في طريقك فتاة صالحة مصلحة تسعدها وتسعدك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
لا شك أن الحال المذكورة لكونك لست لديك أخوات، لكن أكيد لك عمات ولك خالات، ولك والدة، أرجو أن تستعين بهن في ترشيح لا أقول في الاختيار، من حقهن أن يرشحن لك وأنت تنظر، لأن أنت صاحب المصلحة وأنت صاحب الاختيار، والخيار النجاح يكون دائما للشاب وللفتاة، فإذا اختاروا فتيات ووصفن لك الفتاة ووصفن لك أهلها، فلا مانع من أن تطلب النظرة الشرعية، فإن وجدت ارتياحا وانشراحا وميلا، وهي وجدت كذلك (لم ير للمتحابين مثل النكاح).
ومن الأبواب التي ننصحك بأن تطرقها أيضا: باب أئمة المساجد والدعاة والعلماء والمصلين الصالحين، فإن هذا أيضا من أنواع الزواج الناجحة، أن يتزوج الإنسان عن طريق إنسان صالح ثقة، عن طريق صديق أيضا من الرجال، ليس من الضروري أن يكون معكم بنات في العمل، بل من مصلحتكم ألا يكون معكم بنات في بيئة العمل، والزواج في بيئة العمل تحفه مشكلات، لكن هذا المكان الذي فيه ليس نساء هذا من نعم الله عليكم، فاستعن بهؤلاء الرجال الصالحين العقلاء الفضلاء، واطلب منهم أن يرشحوا لك من معارفهم، من أقاربهم، وبعد ذلك من حقك أن تفكر، لأن الإنسان عندما يتقدم ينبغي أن يعطي أهل الفتاة فرصة ليسألوا عنه ويسأل عنهم، حتى يؤسس حياته على أسس واضحة، فالحياة الزوجية ليست مجرد ساعات أو مشوار محدد، ولكنها مسيرة طويلة، فيها أطفال وفيها أحفاد وفيها علاقات، لذلك الإنسان يتريث، والشريعة تعطينا المعايير الأساسية، تقول للرجل: (فاظفر بذات الدين)، وتقول للفتاة وأوليائها: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه، دينه وأمانته فزوجوه)، ثم ينظر الإنسان بعد ذلك في بقية الصفات، من جمال، من حسب، من نسب، لكن الأمر الأول والثاني والثالث والأساس هو النظر إلى دين الخاطب أو دين المخطوبة.
عليه أرجو أن تسلك هذه السبل، إما أن تستعين بالعمات والخالات والوالدة، وإما أيضا أن تذهب إلى الفضلاء من أئمة المساجد والدعاة من أجل أن يرشحوا لك من الصالحات، أو تذهب إلى زملاء العمل أيضا، وهم لهم دور كبير جدا في اختيار الفتاة المناسبة لك، خاصة وهم يعرفوا طباعك، ويعرفوك من خلال العمل، وقد يخطب لك أحدهم إحدى البنات التي يعرفها، فهو يعرفك ويعرفها، مثل هذا دائما الاختيار يكون موفقا، لأنه يعرف أن فلانة تناسب هذا الزميل، وهذا الزميل يمكن أن يصلح مع فلانة.
ومع ذلك وفي كل الأحوال -كما ذكرنا- أنت صاحب القرار النهائي، وعندها يمكن أن تتشاور مع الموقع، وعليك أيضا أن تصلي الاستخارة، ولن يندم من يستخير ويستشير، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.