ابني البالغ يسرقني

0 507

السؤال

ماذا أفعل لابن يسرقني وهو ابن 16سنة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم‏
الأخت الفاضلة/أم أحمد حفظها الله.‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في ‏موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك ‏ولدك، وأن يغفر له، وأن يأخذ بيده إلى الصراط المستقيم ومحاسن الأخلاق.‏

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما يفعله ولدك من سرقة بعض الأشياء منك أو من المنزل لأمر محزن ‏حقا؛ لأن السرقة تصرف ممقوت في الشرع والعرف والتمادي فيه عواقبه وخيمة، وهي مسألة ‏تستحق الاهتمام والمتابعة فعلا، إلا أنه يبدو لي أنكم لم تكتشفوا هذه العادة القبيحة عند ولدكم إلا ‏متأخرا؛ لأن الميل أو الرغبة في السرقة قد ينشأ مع الطفل منذ طفولته الأولى حتى دون أن يعرف معنى ‏السرقة، وإنما قد يسرق رغبة في التملك ومحاكاة وتقليد الآخرين، وقد يسرق بدافع الحرمان أو ‏الشعور بالنقص...إلى غير ذلك من الدوافع السلوكية المنحرفة، وقد يكون من أسباب الوقوع في ‏السرقة الصحبة السيئة ورفاق السوء، وهذه حقيقة من أهم العوامل التي تدفع الشاب لمثل هذا ‏التصرف، ولذلك أنصح بضرورة معرفة أصدقاء ولدك دون أن يشعر، فقد يكونون هم السبب فعلا ‏لدفعه لارتكاب هذه الجريمة، وإذا ثبت ذلك فعليكم الاجتهاد في إبعاده عنهم.‏

وأنصح كذلك بضرورة عقد جلسة مصارحة مع ولدك بدون تأنيب أو توبيخ، وإنما للبحث عن ‏الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى فعل هذه المعصية، فقد يكون السبب إنما هو الحرمان والتقصير عليه ‏وعدم إعطائه ما يكفيه من المصروفات، وشعوره بأنه أقل من زملائه، مما يضطره إلى اللجوء إلى ‏السرقة، فأنصح بضرورة عقد هذه الجلسات حتى ولو تكررت، وعلينا أن نشعر الولد بأننا نريد ‏مساعدته وليس عقابه، وبشيء من الهدوء والتفاهم نستطيع أن نعرف الدوافع، وهذا أهم شيء، فإذا ‏أمكنكم القضاء على هذه الدوافع ومساعدته وفق ظروفكم مع إشعاره بخطورة وقبح فعله، وأن هذا ‏غير مقبول مطلقا لا شرعا ولا عرفا ولا قانون، وأن آثاره وخيمة وعواقبه أليمة، فذلك إنجاز عظيم، ‏وذلك كله يتأتى بشيء من الإشعار بالحب والحرص على مصلحته، فإذا أقلع عن هذه المعصية ‏وتركها فهذا رائع، وإذا لم تفلح هذه الجلسات في مساعدته فأرى أن تعرضوه على أخصائي نفساني ‏لإجراء تحليل نفسي له ومساعدته في التخلص من هذه الآفة، وأرجو أن لا تستخفوا بالعلاج النفسي؛ ‏لأنه من أعظم وسائل الشفاء ومن الأخذ بالأسباب، وعليكم بربطه بالله والصحبة الصالحة، وحفظ ‏القرآن، وحضور مجالس العلم، والإكثار من الدعاء، وسوف يصلحه الله تعالى.

والله ولي الهداية والتوفيق.‏

مواد ذات صلة

الاستشارات