السؤال
السلام عليكم.
كانت لدي استشارة قديمة، وأردت الاستفسار من جديد؛ لأن موعدي مع العيادة بعد ٣ أسابيع، وأنا لدي أسئلة بخصوص حالتي.
تم تشخيصي باضطراب الهلع، واكتئاب، كنت آخذ (ريدون) نصف حبة، ولكن استبدلته ب(lorivan1)، حبة لمدة خمسة أيام، ورفعت لي (السبرالكس) حبة ونصف لمدة أسبوع، وبعدها حبتين.
حاليا أنا عقلي غير مستوعب، وأحس بشيء غريب لا يشبه الواقع، ولا يشبه اختلال الأنية، كأني في عالم آخر، أو كأني سأغادر العالم، أو ربما سأصاب بالجنون، شعور مثل الرحيل تقريبا، لا أعلم هل هذا من الاضطراب الذي أعاني منه؟ وأشعر أيضا بالهدوء والدنيا غريبة، وغير مريحة، أم هذا تأثير الأدوية، أم هو اختلال الأنية يأتي بصور عديدة، أو تهيؤات عديدة كأن عقلي سيتوقف أو كأني سأموت قريبا لا أعرف كيف أوضح شعوري؛ لأنه غريب جدا عما كنت أشعر به باختلال الأنية.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
مشاعرك هذه تعبر على أنك بالفعل تعانين من درجة بسيطة إلى متوسطة مما يعرف بـ (اضطراب الأنية) أو (التغرب عن الذات)، ولديك أيضا شيء من الوسوسة، فحين يوجد اضطراب الأنية مع الوساوس في ذات الوقت يعطي هذه المشاعر الغريبة التي تحدثت عنها.
أيتها الفاضلة الكريمة: العلاج الأساسي يكون عن طريق التجاهل والتجاهل التام والكامل. أنا أعرف أن ذلك قد يكون صعبا لدى بعض الناس، لكن الإنسان يمكن أن يتجاهل من خلال صرف الانتباه، وصرف الانتباه يتطلب أن تأتي بفكرة طيبة، فكرة جميلة، فكرة إيجابية، تجعلها تكون هي الفكرة التي تهيمن على الدرجات العليا في سلم التفكير. بهذه الكيفية نكون قد وضعنا هذه المشاعر السلبية حول التغرب عن الذات والوسوسة، نكون قد وضعناها في درجات دنيا من التفكير.
وأنا وجدت أيضا أن الإنسان حين يكون خاشعا في صلاته تختفي منه هذه الأعراض، لأن الخشوع في الصلاة يتطلب ارتقاء بالنفس وبالفكر مما يحبط كل المحولات الفكرية الأخرى التي تكون مزعجة بالنسبة للإنسان.
وأنا أريدك أيضا أن تركزي على تمارين الاسترخاء بكثرة تمارين الاسترخاء هي أحد العلاجات الرئيسية لمثل حالتك، وحتى اليوجا أيضا مفيدة جدا، اليوجا إذا طبقها الإنسان بصورة صحيحة - طبعا مع الابتعاد عن الرموز الدينية الوثنية التي قد تكون في بعض تمارين اليوجا - سوف تكون مفيدة جدا بالنسبة لك.
حسن إدارة الوقت، وتجنب الفراغ الذهني والزمني أيضا نعتبرها قيما علاجية كبيرة جدا.
في بعض الأحيان حين يكون اضطراب الأنية شديدا نعطي عقارا يسمى (ألبرازولام Alprazolam) والذي يعرف تجاريا باسم (زاناكس Xanax) هو أحد الأدوية التي تنتمي لمجموعة الـ (بنزوديازيبينات benzodiazepines)، دواء رائع جدا، لكن طبعا يعاب على مجموعة هذه الأدوية أن الإنسان يمكن أن يتعود عليها إذا أسرف في استعمالها، أو تناولها بجرعات عالية، أو تناولها لمدة طويلة، لكن لا بأس أبدا أن يتناول الإنسان الألبرازولام لمدة لا تزيد عن أربع إلى ست أسابيع، ويكون هذا بإشراف الطبيب، وهذا إن شاء الله تعالى مع بقية التطبيقات الأخرى والاستمرار على الـ (سيبرالكس Cipralex) والـ (لوريفان lorivan)، وإن شاء الله تعالى تختفي الأعراض التي تعانين منها.
طبعا تجربة الشعور بالتغرب عن الذات وأن الدنيا غريبة: هذا لا علاقة بالأدوية، هذا من صميم القلق والتوتر الذي تعانين منه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.