السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا كل أمور حياتي تسير بصعوبة، الحمد لله على كل حال، أنا لست معترضة، لكني أسأل حتى لو عندي خلل أصححه من الناحية الدينية، أنا أصلي وأستغفر وأصلي على النبي عليه الصلاة والسلام كثيرا، لكن ما حاجة تتم بسهولة، لازم أعاني وغيري يعملها بمنتهى السهولة، ولا أعرف أركز وأفهم أبسط الأشياء في دراستي، وأعاني من حزن دائم لا يذهب أصلا، ودائما أحس بوحشة أو بوحدة، وأغصب نفسي حتى أكمل وردي، فهل هذا بسبب خلل في العبادة عندي، أو في حاجة المفروض أعملها؟ أعتذر لو أزعجت حضرتكم، لكني أتمنى الرد العاجل.
وشكرا مقدما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.
تذكرين بأنك تؤدين العبادات وتتقربين إلى الله تعالى بالصالحات وقراءة القرآن، لكنك لا تجدين انفراجة في أمورك المعاشية، وكأن هناك استبطاء لإجابة الدعاء ونزول الفرج من السماء.
في الواقع لا ينبغي أن نربط بين أداء العبادات وبين تحقيق ما نصبو إليه من مصالح واحتياجات، فنحن نعبد الله تعالى لأنه يستحق تلك العبادة، بغض النظر عن حصولنا على ما نخطط له أم لا، فقصد الخلق هو توحيد الله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات 56.
أما تحقيق المصالح وانتظار الفرج، فهذا أمر مشروع، ولكننا لا نملك إلا الانتظار لفرج الله لنا، والاستسلام لحكمة الله تعالى فينا، فالله تعالى يبتلي بالضراء والسراء (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) الأنبياء 35.
وقد يمنع الله عبده أو أمته من شيء يحسبه الإنسان خيرا بينما فيه مضرة محققة له حفظه الله تعالى منها، وفي الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي).
كما أن تحقيق الطلب قد يأخذ كيفية أخرى، فقد تسألين الله تعالى مالا، فلا يعطيك المال ولكنه يعطيك مكانه صحة في جسمك، وقد تسألينه صحة فلا يعطيك إياها لكنه يعطيك نجاحا في دراستك وعملك، وهكذا يختار الله تعالى لنا الأفضل دوما (والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
كما أن الدعاء لا يذهب هدرا، بل الداعي مستفيد في كل حال كما ورد في قول المصطفى ﷺ : ” ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له، فإما أن يعجل له في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل. قالوا: يا رسول الله وكيف يستعجل؟ قال: يقول: دعوت ربي فما استجاب لي.[ رواه الترمذي وصححه الألباني ].
لا داعي للشك في عباداتك وعملك، ولكنها أقدار الله تعالى وحكمته التي ينبغي أن نتقبلها بالرضى والتسليم.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.