أريد التقدم لخطبة فتاة محجبة وأخشى أن أرفض بسبب عدم التزام عائلتي!

0 29

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب سوري، عمري 33 سنة، وأعيش في ألمانيا، ملتزم بصلاتي -ولله الحمد-، أبحث عن فتاة للزواج، وقد علمت عن طريق أحد المعارف بوجود فتاة مناسبة لي، فهي مسلمة من عائلة ملتزمة دينيا، ومحجبة، وهي وعائلتها جميعا يصلون وملتزمون دينيا والحمد لله، كما أنها ستتخرج من كلية الطب في الشهر المقبل إن شاء الله، كما قيل لي إنها وأباها لا يطلبون من الشاب المتقدم إلا الدين وحسن الخلق.

أختي التي تكبرني ب 18 سنة تسكن مع زوجها وأولادها بجواري، ولكني شخصيا لا تعجبني طريقة تفكيرها ولا كلامها؛ لأنها غير ملتزمة بدينها فهي غير محجبة، ولا بناتها محجبات، فهن جميعا يقلن أنهن غير مقتنعات بالحجاب، كما أنهن لا يصلين، وهي أيضا ممن يحبون الاحتفال بالكريسمس، وتزيين الشجرة وغيرها من الأعياد الباطلة، وقد قلت لها مرارا وتكرارا بحرمة هذه الأشياء، ونصحتها بالصلاة والحجاب، ولكني أتهم دائما من أختي وبناتها بالتزمت والتشدد.

سؤالي هو، ماذا أفعل في هذه الحال؟ فأنا لدي موعد مع أهل الفتاة للتعرف عليهم ورؤية الفتاة للمرة الأولى في الأسبوع القادم، وأخشى إن رأوا أختي من دون حجاب أو تكلموا معها في موضوع الحجاب أو الدين بشكل عام أن يرفضوني لهذا السبب..

انصحوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الكريم الفاضل، وشكر الله لك هذا الحرص على الخير، ونهنئك على الالتزام بصلاتك ودينك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يضع في طريقك الفتاة الصالحة المذكورة، وأن يعينكم على تكوين بيت مسلم يرضي الله تبارك وتعالى، ويحقق لكم السعادة جميعا.

نحن ننصحك في الحالة هذه أن تكون الأمور واضحة بالنسبة لأهل الفتاة بداية، لأنك ملتزم، ومن حقهم أن يسألوا عنك، ويمكن أن تبين لهم أن لك أخوات - يعني - فيهن شيء من التقصير، حتى يتهيأوا لاستقبال مثل هذه الأسرة، وأعتقد أن العقلاء يهمهم الزوج بالدرجة الأولى: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، فهذا هو الذي ينبغي أن تنظر فيه الفتاة وأهل الفتاة.

قطعا الكل يتمنى أن يكون في الجميع الالتزام والخير، لكن العظيم يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، فإذا كان الشاب ملتزما ومتمسكا بالدين، وكنت ملتزما ولله الحمد ونموذجا للأخلاق الحسنة؛ فأعتقد أن أهل الفتاة ينبغي أن ينظروا إليك، لأنك الذي ستتزوج، وأرجو أن تكون هذه الصالحة أيضا عونا لك على هداية أهلك، وتبين لهم صورة الفتاة الملتزمة، وتكونون جميعا عونا على هدايتهم وهداية غيرهم.

ونتمنى أن تتخذ هذه الخطوة، ولكن - كما أشرنا - لا مانع من أن يكون هنالك تهيئة، حتى يتعرفوا على المعلومات الأساسية، وعندها يتهيأوا لاستقبال هذه الأسرة، حتى لو تكلمت شقيقتك عن رفضها للحجاب أو غير ذلك، يكونوا متهيئين ويكون عندهم أيضا تقبل لمثل هذا الكلام، ثم بعد ذلك سعي في التصحيح والتصويب، لأن الإنسان الذي عنده شبهات وعنده قناعات سالبة يحتاج منا جميعا إلى الملاطفة وإزالة الشبهات، والاستمرار في المحاولة، والنصح.

ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هذه الشقيقة وأسرتك جميعا، وأن يعين أهل الفتاة أيضا على تفهم هذا الأمر، ونكرر دعوتنا لك بالمبادرة بطرق بابهم، والتواصل معهم، وأرجو أن تصطحب معك من الصالحين، كإمام المركز الذي عندكم، أو بعض الصالحين، ليكونوا إلى جوارك ليؤكدوا أنك على خير، وطبعا من حق الفتاة وأهلها أن يبحثوا عنك وأن يسألوا، وأركز عنك أنت أولا، فيسألوا عنك، ومن حقك أيضا أن تسأل عنهم، وعليهم أيضا أن يكونوا واقعيين؛ فقد يكون من الصعب أن نجد إنسانا ملتزما وأخواته ملتزمات وأخواله وأعمامه ... يعني: التركيز سيكون عليك أنت؛ لأنك القيم على الأسرة، ولأنهم سيرتبطون بك.

ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونسعد بأن تخبرنا بنتائج تواصلك معهم، ونسأل الله لنا ولكم جميعا التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات