كنت على علاقة بشاب، واليوم هو صديق أخي!

0 34

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أسرفت على نفسها في الماضي مع شاب، وتبت إلى الله، وكنت كلما أذنبت تبت إلى الله، وأغلقت الباب وواصلت دراستي إلى أن جاء اليوم الذي ظهر الشاب وصاحب أخي، ومن ذلك اليوم عادت لي كل ذكريات ذنبي.

أنا اليوم أموت ألف مرة لخيانتي لله ثم لعائلتي البسيطة التي ربتني جيدا، وأنا أصلي وأخاف من الله وأستغفره، ولا أعرف كيف وصل بي الحال لذنب كبير هكذا! أنا اليوم لا أعرف نفسي وأجلدها، وأتوب وأصلي، وأتمنى الموت في كل لحظة، لا أستطيع العيش مع تأنيب الضمير، لا أستطيع أن أفرح، أعلم أنه سبحانه غافر الذنب الستير، ولكنني لم أستطع أن أسامح نفسي، خصوصا كلما أرى الشاب مع أخي.

أموت نفسيا كل دقيقة، فهل أخبر عاىلتي وأخوتي لكي يضعوا حدا لذلك الشاب وأرتاح؟ والله أتعذب وأموت لأني عار على عائلتي التي لم تبخل علي بأي شيء، أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فتيحة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونهنئك بالتوبة والاستقامة، ونبشرك بأن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وإذا ذكرك الشيطان بما حصل فغيظي عدونا الشيطان بتجديد التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الإنسان إذا تاب إلى الله تبارك وتعالى ما ينبغي أن يعود إلى الوراء، لأن ذلك ما يريده الشيطان حتى يوصلنا إلى اليأس من رحمة ربنا الرحيم، والعياذ بالله.

فالله تبارك وتعالى غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، والله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، فأقبلي على حياتك الجديدة بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد.

والذي فهمناه أن الشاب الذي عاد ليصادق العائلة - أو يصادق شقيقك - هو نفس الشاب الذي كانت معه الأخطاء، وعلى كل حال هذا يدل - إن كان الأمر كما فهمنا - فو يدل على أنه طوى تلك الصفحات ونسيها، ونسأل الله أن يعينه أيضا على التوبة حتى تواصلوا المشوار.

أما إذا كان الشاب غير ذلك الشاب، ولكن كونه شابا يذكرك بما حصل؛ فأنت أيضا جددي التوبة، وغيظي عدونا الشيطان بأن تجددي التوبة والرجوع إلى الله، فإن هذا العدو يحزن إذا تبنا، يندم إذا استغفرنا، يبكي إذا سجدنا لربنا تبارك وتعالى.

والشرع دعوة إلى أن تستري على نفسك وتستري على غيرك، فليس للإنسان أن يفضح نفسه، فقط علينا إذا أخطأنا أن نتوب إلى الله تبارك وتعالى، وأن نستر على أنفسنا وعلى غيرنا. فتعوذي بالله من هذه الوساوس، وازدادي لله طاعة، وتمسكي بدينك وحجابك وسترك، واعلمي أن الناس سيحكمون عليك بما ظهر من حالك، أما ما حصل من الخطأ الذي تبت منه فإن التوبة تجب ما قبلها، وأيضا ليس هناك أي مصلحة شرعية في إظهار ما حصل للآخرين، فاكتمي بما أمرك به الشرع كتمانه، وهذا هو الشرع الذي ينبغي أن نتمسك به جميعا، ولا تعطي للشيطان فرصة، ولا تعذبي نفسك، فلست أول من أخطأت، ولكن المهم هو أن تكون التوبة نصوحا، فالتوبة تمحو ما قبلها، ثم أكثري من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

وأيضا كوني وفية لأسرتك التي لم تقصر معك، ولكن أكرر: ليس لك أبدا أن تفضحي نفسك وتكشفي ستر الله وقد سترك الله تبارك وتعالى، مهما كان الخطأ، حتى لو وصل الإنسان إلى خطأ كبير؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله)، والله هو الرحمن الرحيم، التواب، الذي ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيما إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.

بل نحن نبشرك بأن صدق التوبة تنالي منه المغفرة بل وأكثر، فقد قال الله تعالى: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} وأكد على مغفرته ورحمته فقال: {وكان الله غفورا رحيما}، وزاد في التأكيد فقال: {ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا}.

نسأل الله أن يتوب عليك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونكرر: عاملي عدونا الشيطان بنقيض قصده، ونسأل الله لك التوفيق والثبات والستر والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات