السؤال
السلام عليكم.
أنا بعمر 15 سنة، ومنذ عدة أشهر حصل معي موقف جعلني أفكر أني لست بحي، أو أني حاليا ميت، وكل هذا وهم وليس حقيقة، وأصبحت أضرب نفسي، وأعض ذاتي لكي أتألم، وأتأكد أني حي.
كل شيء يحدث في يومي سواء كان شيئا جميلا أو ليس بجميل أربطه بفكرة أني لست بحي، وكل هذا وهم، وأي شيء يحدث معي أفكر فيه دائما.
لقد تعبت وأصبحت أفكر في الانتحار، وأريد المساعدة من دون الذهاب لطبيب نفسي، لأنه ليس معنا المال الكافي للطبيب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أيها الابن الفاضل: في مثل عمرك هذا تحدث بعض التغيرات النفسية والوجدانية والبيولوجية، ومن هذه التغيرات الحالة التي حدثت لك، ونسميها بـ (اضطراب الأنية) أو (الشعور بالتغرب) أو (الشعور بعدم التأكد من وجود الذات).
هذه حالات عابرة جدا، وتعتبر نوعا من القلق النفسي التطوري. لا تشغل نفسك بها أبدا، حقر الفكرة تماما، لا توسوس حولها، واعرف أنها مرحلة عابرة في حياة كثير من اليافعين والشباب.
أزعجني طبعا قولك أنك أصبحت تفكر في الانتحار: هذا قطعا فكر مقيت، فكر سيء، ما الذي يجعلك تفكر بهذه الكيفية؟ الحياة طيبة والحياة جميلة، وأنت مسلم، وتعلم أن الإقدام على الانتحار خلود في النار، وأنت في بداية الحياة، فيجب أن تستمتع بحياتك، يجب أن تجتهد في دراستك، تكون بارا بوالديك، أن تعيش حياة صحية من خلال تجنب السهر، وأن تمارس الرياضة، أن تؤدي واجباتك الدينية، ونحن مقبلون الآن على شهر الخير، شهر رمضان، يجب أن تحضر نفسك لهذا الموسم العظيم.
انظر للحياة بمفهوم آخر، انظر لها بمفهوم الجمال، بمفهوم الإيجابية، بمفهوم الاستقرار، وبر الوالدين يقيك من شرور النفس، فاحرص على بر الوالدين.
حاول أن تكون لك أيضا صداقات معتبرة، الرفقة مهمة جدا، خاصة مع الصالحين من الشباب. الرياضة الجماعية أيضا فيها خير وفيها منفعة كثيرة جدا لك. والطاقات النفسية السلبية مثل اضطراب الأنية يقضى عليها من خلال أن يشغل الإنسان نفسه بما هو مفيد، وأن يذكر الله على الدوام، وأن يكون إيجابيا، وأن تمارس الرياضة وتمارين الاسترخاء، وأن تتجنب الإجهاد النفسي والجسدي، وأفضل شيء هو النوم الليلي المبكر، والغذاء المنضبط.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.