السؤال
السلام عليكم
أنا شاب خاطب وأعمل مهندسا في شركة كبيرة، أريد فتح المشروع الخاص بي لأني أكره مهنتي، وأكره الوظيفة، مما يجعلني مكتئبا طوال الوقت، بالإضافة إلى أني غير مرتاح، ولست متقبلا لشكل خطيبتي، بعض عاداتها كثرة التصوير مثلا، ولكنني قلت إن الأخلاق والدين أهم.
استمر الوضع على ما هو عليه لمدة ٦ أشهر، ولا زلت غير مرتاح، ولا نتحدث عندما نجلس سويا، ولا يوجد لديها أي أهداف في الزواج، -هذا ما تقوله-.
أظن أنها تريد الزواج للخروج من بيت العائلة، أو تخاف من العنوسة لكبر سنها، ولا أرى أنها تحترمني أو تتقبلني، ولكنها لم تقل شيئا من هذا، ويوجد اختلاف في الثقافات.
أفكر كل يوم أن أتركها، وأرغب بافتعال أي مشكلة فقط لأجد مبررا لتركها، ولكن أخلاقي لا تسمح لي، ولأنني عزمت أهلي وأهلها في الخطوبة وتلبيس الدبل، لو تركتها الآن سأكون قد دمرت حياتي وحياتها، بالأخص أنها من الصعيد، وهذا شيء صعب عندهم أن يتركها خطيبها.
عندما استشرت أهلي أخبروني بالكلام ذاته، أن المظهر غير مهم، والفضيحة وشكلهم أمام العائلة، ولا يوجد أحد في العائلة خطب ثم تراجع -وددت لو لم يحدث أي شيء من هذا-.
سؤالي: هل أترك خطيبتي، أم أن كل ما أقوله تفاهات، وأنني أضع سقفا عاليا لرغباتي؟ وكيف أواجهها وأواجه أهلها وأهلي؟
هل إذا أكملت أخبرها بكل مخاوفي وأحاسيسي، وأنني أحس بأن البيت سيكون كئيبا صامتا؟
آسف على الإطالة، وشكرا لاهتمامكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف بينك وبين هذه الفتاة المخطوبة، وأن يلهمكم السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.
أرجو أن تبني على المشاعر الأولى مشاعر الخطبة التي كان فيها وفاق وميل وفرح من الطرفين، ولا تبن على المشاعر التي جاءت بعد ذلك، فإن الشيطان لا يريد لنا الخير، وكثيرا ما يزهد الخاطب في مخطوبته أو العكس، لأن الشيطان لا يريد لنا الحلال ولا يريد لنا الخير.
ثانيا: إذا كنت ترى في زوجتك بعض العيوب فلن تجد على وجه الأرض امرأة خالية من العيوب، وأنت أيضا لن تكون بلا نقائص فنحن بشر والنقص يطاردنا والنبي صلى الله عليه وسلم: يعطينا وصفه "لا يفرك مؤمنا مؤمنة إن كرها منها خلقا رضي منها آخر".
ثالثا أسعدنا جدا أنك تنتمي لقيم تريد أن تحافظ عليها وهكذا ينبغي أن يكون المسلم، فخالف عدوك الشيطان، واستمر على الوفاء المعهود عند الأهل وعند الناس، وأكمل مع هذه الفتاة مشوارك، واعلم أن تركها في هذا الوضع لا يرضاه الواحد منا لبنته ولا لأخته ولا لعمته ولا خالته، فكيف نرضاه لبنات الناس؟!
رابعا أرجو أن لا تستبق الأحداث، واعلم أن الحياة الزوجية لها طعمها الخاص، ولها وضعها الخاص، وأن كثيرا من الأمور ستتغير عندما تصبح أنت وزوجتك في بيتك، في بيت الزوجية، فلا تعط الأمور مثل هذه التوقعات السالبة، واعلم أن الحياة لا تخلو من بعض الصعاب لكن تلك الصعاب ينبغي أن تأخذ حجمها ونحسن التعامل معها احتوائها، السيطرة عليها وحسن إدارتها وصولا إلى حلها، وبعدها ستنقلب إلى ذكريات جميلة وتعطي الحياة طعما ولونا ورائحة، عليه أرجو أن لا تفكر في ترك الفتاة المذكورة، وأكمل معها مشوار الحياة واجتهد في تقويمها وتقويم نفسك، واحتسب أجرك عند الله تبارك وتعالى، واعلم أن جبر الخواطر وإسعاد الناس مما يقرب الإنسان من رب الناس.
نسأل الله أن يزيدك من فضله، وتعوذ بالله من شيطان لا يريد لك الخير وحافظوا على أذكار الصباح والمساء، وحافظوا قبل ذلك على صلواتك، واغتنم هذه المواسم الفاضلة فيما يقرب إلى الله، القائل (وأصلحنا له زوجه) ماذا كانوا يفعلون (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين).
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.