أريد أن أتوب توبة نصوحاً وأسعد بها دائماً

0 27

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة بعمر ١٩ سنة، منذ عامين تعرفت على شاب وكان يهددني لكي أرسل له صورا، وأنا لا أفكر وأرسلت له صورا، ثم تركني، وقال لشخص ثان: بأني أرسلت له صورا، ثم اختفى هذا الشخص، وقطعت جميع وسائل التواصل ولم يتحدث معي -الحمد لله- منذ أربعة أشهر.

ظللت أبحث عن التوبة وصلاة التوبة، وكل هذه الأمور، وقمت بصلاة التوبة، وتبت إلى الله، وندمت على كل شيء فعلته عندما كنت صغيرة، وأصلي كل الصلاة ولم أفعل شيئا حرمه الله.

أنا دائما أخاف أن يعلم خطيبي ذلك السر، ودائما أفكر في هذا الموضوع، وأخاف كثيرا، وأخاف أن يصل بي هذا الخوف إلى الانتحار.

خطيبي يعلم أني محترمة، ولا يعرف أي شيء من هذا الماضي، وحدث شيء بعد ما قمت بصلاة التوبة، وصرت أبكي إلى الله، حلمت حلما أني كنت في الجامعة، وأنزل على سلم، ومعي أحد زملائي، وكنا نفتح الباب، فكان يقف رجل يقول لنا: (مبارك، لقد فزتم بجائزة حب الله وستره وتوبته لكم)، فكنت سعيدة، وطلعت على السلم مرة أخرى وأناس يصفقون لي، فهل هذه إشارة من الله ليطمئن قلبي؟

هل الله يستر علي بعد توبتي ولا يفضحني؟ أنا تعبت من هذا الموضوع، ووصل بي الأمر إلى أني لا أريد الجلوس مع خطيبي في مكان عام، لكي لا يرانا أحد، وهو لاحظ هذا الأمر، أنا لا أعيش حياة مثل الناس، فماذا علي أن أفعل؟ هل أطمئن ولا أشغل بالي بهذا الأمر، والله يكافئني لأني تبت، بأن يستر علي؟

أرجو الرد من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على إكمال المشوار بالحلال، وأن يهيئ لك صلاح الحال ويصلح لنا ولك البال.

سعدنا جدا بتوبتك ورجوعك إلى الله تبارك وتعالى، وسعدنا أيضا بغياب ذلك الشاب الذي وصلت إليه صورة في لحظة غفلة، فأرجو أن لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وثقي بأن الله الذي سترك في ذلك الوقت وسترك حتى الآن هو الذي سيسترك، فأكثري من اللجوء إليه، واتقي الله واصبري.

سعدنا جدا نحن أيضا لما قلت إن هذا الخاطب يثق فيك، والعبرة أنه سينظر إلى حالك الآن ليس أي شاب مسؤول عن تاريخ فتاة، عليه أن يسأل ويبحث فإذا وجدها تقية صالحة فهو سيبني على قناعاته، ويبني على أسئلته ويبني على بحثه، وأنتم كذلك بحثتم وسألتم عنه، فلذلك أرجو أن لا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لك الخير، الشيطان يريدك أن تفضحي سترك فلا تفعلي، الشيطان يريدك أن تنتحري فحذار، الشيطان يريدك أن تخربي حياتك، لأن الشيطان لا يريد لنا الحلال ولا يريد لنا الخير.

الرؤيا التي رأيتها -إن شاء الله- فيها بشارات، مع أننا لسنا معبرين، ولكن يظهر فيها ولله الحمد أشياء مبشرة، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

إذا اتقيت الله في اليقظة فلن يضرك ما تشاهدينه في النوم، وأنت ولله الحمد شهدت ما ظاهره الخير، فاستمري على ما أنت عليه وازدادي من الله قربا، وانتبهي لحجابك ولقراءتك طاعة لربك، فإن هذا هو أعظم رسالة وأعظم ردا على كل شر يمكن أن يأتي، لأن أهلك والخاطب وكل الناس سيحكمون عليك بلباسك وبأفعالك وبصلاتك وبطاعتك لله تبارك وتعالى، نسأل الله أن يعينك على الخير.

نحن نريد أن نقول ينبغي أن تتحول هذه العلاقة بينك وبين الخاطب إلى عقد زواج، وفعلا الإسلام لا يبيح للخاطب أن يخلو بمخطوبته، ولا أن يتوسع معها في الكلام، ولا أن يخرج بها، فإذا نحن ننتبه أيضا حتى نتقيد بالقواعد الشرعية، فإذا أراد أن يذهب معك هذا الخاطب ويأخذ راحته وهكذا فعليه أن يحول الخطبة إلى عقد زواج، بل عليه أن يسرع لإكمال مراسيم الزواج، فإنه لن يرى للمتحابين مثل النكاح.

إذا عليك نسيان ما حصل، إذا ذكرك الشيطان بما حصل فاستغفري الله واذكري الله، عندها سيهرب هذا العدو، لأنه سيدرك أنك أدركت الوسيلة التي يمكن أن تضايقيه بها، فهذا العدو يندم إذا تبنا، يحزن إذا استغفرنا، يبكي إذا سجدنا لربنا، فكوني مع الله ولا تبالي.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات