لا أستطيع نسيان خذلان زوجتي لي، فما توجيهكم؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

متزوج منذ 12 سنة، أحب زوجتي وتحبني، ويجري بيننا ما يجري بين عامة الأزواج من مشاكل عادية، زوجتي موظفة، ولديها مالها الذي لا أتدخل بتاتا في كيفية تصرفها فيه، أصرف على بيتي وأطفالي في جميع حاجياتهم، وأخصص مبلغا شهريا بسيطا لزوجتي رغم أنها موظفة.

منذ فترة بدأت مشروعا جديدا، واحتجت لرأس مال مهم، فقمت بالاستدانة من مجموعة من الأصدقاء، عرضت علي زوجتي إقراضي مبلغا من المال، وأن أجعلها آخر من يسترد المال، فرحت لعرضها، وبدأت مشروعي، وفي خلال إحدى المناقشات الزوجية العادية، غضبت زوجتي، وبدأت تمن علي أنها ساعدتني، وطالبتني بإرجاع المال، فغضبت غضبا شديدا، وتوجهت مباشرة لأحد المقرضين الذي سألته أن يؤجل تسديد قرضه، وقمت برد جميع قرض زوجتي لها في نفس الأسبوع.

المشكلة أن هذا الأمر مر عليه حوالي شهران، وأحس ببرود مشاعري تجاه زوجتي، وما عدت أحب الكلام معها، كنت من قبل حريصا على مفاجأتها بهدية ما، الآن لا أستطيع، كل مرة أتذكر أنها وضعتني في موقف صعب جدا، والذي يحز في نفسي أن أصدقائي أمهلوني، وزوجتي لم تحترم حتى اتفاقها الذي كنت في غنى عنه.

أرجوكم هل ما أحس به عادي أم أنني أبالغ في ردة فعلي؟ والحقيقة أن زوجتي أحست بالأمر واعتذرت عدة مرات، لكني داخليا أواجه صراعا غريبا بين حبي لها وبين ما جرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أيها -الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يملأ يديك بالخير والمال، وأن يهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

سعدنا جدا بما ذكرته من تفاهم بينك وبين زوجتك، وسعدنا أيضا بالعرض الذي قدمته لك، وأرجو ألا تتفاجأ مما حصل، فالمرأة دائما عاطفية، ونتمنى ألا يكون لما حصل آثارا أكبر من حجمها وأكبر من المطلوب.

وإذا كانت الزوجة قد اعتذرت فهذا يكفي، ونتمنى طي هذه الصفحات والاستمرار في حياتك، ونسأل الله أن يغنيك عن مالها وعن غيرها، وأن يعينك على القدرة على الإنفاق وإحداث المشاريع، وأن يعينك على بذل الخير للناس.

فما حصل ينبغي ألا يأخذ أكبر من حجمه، ويكفي ما حصل. إذا كانت قد شعرت بما حصل واعتذرت وكررت الاعتذار، فأرجو ألا تقف طويلا أمام هذه المسألة، وتعوذ بالله من شيطان لا يريد لنا الاستقرار، ولا يريد لنا الاستمرار في بيوتنا، فهم الشيطان أن يزعزع البيوت، بل هم الشيطان الخراب أن يخرب البيوت، ونتمنى أن تكون أكبر من هذا الذي حدث، وأكرر: هذا متوقع من المرأة؛ لأنها عاطفية، سرعان ما تعطي وسرعان ما تأخذ، وسرعان ما تتنكر للمعروف الحاصل، ولكن بتذكيرها بالله وبمثل هذه المواقف هي تتأثر، ولن تعيدها، ونتمنى أيضا ألا تحتاج إلى الأخذ منها ولا من غيرها، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات