اهتديت ولكن ذلك لا يفرح والدي

0 33

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب في الثانوية كنت غارقا في بئر من المعاصي، لكن الله هداني فبدأت أصلي وأحفظ القرآن، وأسمع دروسا دينية، ولكن ما زلت أقترف بعض المعاصي، لكن خطوة جيدة أني أصبحت أتقرب إلى الله بالأشياء السابقة.

لكن والدي لم أشعر منه بأية فرحة بسبب تغيري، بل شعرت بالعكس، رآني اليوم وأنا أسمع درسا دينيا، فصاح في وجهي، ونصحني بالتركيز في المذاكرة، وأن الدروس الدينية سوف تضيع وقتي، وأنا أخاف أن ينتكس إيماني بسببه، ويوسوس لي الشيطان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

أولا: نحمد الله تعالى الذي ردك إليه ردا حميدا، ونسأل الله أن يعينك على طاعته وأن يثبتك على الحق المستقيم.

ثانيا: أنت شاب في مقتبل العمر، والتوازن يجب أن يكون ميزانك الذي تتحكم إليه، ووالدك -حفظه الله- يخشى عليك الإغراق في طلب المواعظ فتضيع بذلك دراستك، وعليه فهناك فارق بين إرادته الخير لك، وبين تصورك للخير، وفارق بين إرادته التوفيق إلى دراستك وإرادته صرفك عن الطاعة، فمن خلال ما قرأناه من رسالتك نرى أن الوالد ليس كارها لتدينك ولا لسماعك المواعظ، ولكنه كاره لانشغالك بها عن دراستك والتي هي اليوم الأهم بالنسبة إلى كل أب وأم.

ثالثا: اعلم أن أحب الناس إلى النفس الولد بالنسبة للأب والأم، هما رئتاك وعيناك وأنت روحهما وقلبهما، ولن تجد على ظهر الأرض من يحبك حبهما، أو يهتم بك اهمامها بك، فلا تجعل -يا بني- حاجزا بينك وبين كلامهما، بل اجتهد أن تقترب منهما، وأن تفهم عنهما، وأن تحمل كلامهما على أجمل الوجوه وأفضلهما.

رابعا: برك بوالديك من أفضل الطاعات والقربات إلى الله عز وجل، فاجتهد في إنماء هذا الخير، ولا سيما ونحن في هذه الأيام المباركة عند الله عز وجل.

خامسا: نريدك أن تكتب ورقة تضع فيها خطة متوازنة لسماع المواعظ وكذلك للدراسة، واعرض هذه الخطة على والدك، وأشركه معك فيها، وأخبره إنك بحاجة لسماع ما يقربك إلى الله، دون أن يكون ذلك حاجزا عن دراستك، ساعتها ستجد الوالد معينا لك على الدراسة ومرشدا لك على طريق الخير.

نسأل الله أن يفوقك وأن يرعاك وأن يكتب لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات