السؤال
السلام عليكم..
أنا طالبة جامعية، وحدثت بيني وبين زميلي محادثات على وسائل التواصل الاجتماعي بمواضيع مختلفة غير محرمة، كأن يعلق على منشوراتي، ومرة سألني عن مرضي، ومرة لاحظت أنه متضايق فسألته عن حاله.
ثم توقفت عن الرد على محادثاته قبل ٤ أشهر، الآن عرفت أن ما كنت أفعله خاطئ وتبت إلى الله، ولكن التفكير يسرق مني النوم ويتعبني، ويتعب أمي التي تعلم بكل شيء، ويسرق وقت العبادة مني، فكيف أتوقف عن التفكير بالموضوع؟ وهل هذا يندرج تحت قوله تعالى: "متخذات أخدان"؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - بنتنا الفاضلة - في الموقع ونشكر لك الاهتمام ونهنئك على سرعة الانتباه والعودة إلى الصواب، ونبشرك بأن التوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب لها.
أحسنت بنتنا الفاضلة عندما توقفت، فأرجو أن تتبعي ذلك بتوبة لله نصوح، والتوبة النصوح تبدأ بالصدق مع الله، والإخلاص فيها لله تبارك وتعالى، والندم على ما حصل، والحمدلله أنت نادمة، والعزم على عدم العود، والتوقف عن مثل هذه الأعمال، ثم بالإكثار من الحسنات الماحيات، ونبشرك بقول الله (أن الحسنات يذهبن السيئات)، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتك وأن يرفعك عنده درجات، لقد أحسنت بنتنا ونتمنى أن لا تزعجي الوالدة فأمر التوبة مفتوح، باب التوبة مفتوح ورحمة ربنا الرحيم تغدوا وتروح، والرحيم ما سمى نفسه رحيم إلا ليرحمنا وما سمى نفسه تواب إلا أن يتوب علينا، ولا سمى نفسه غفور إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.
وهذا الذي حدث بعيد كل البعد عن المتخذات أخدان، وأنت ولله الحمد واضح أنك من أصول كريمة، وأنك عندك عمق إيماني وبعد جميل جدا هو الذي دفعك إلى التوقف، فاستمري على هذا الخير، واتعظي بما حصل، وسدي مثل هذه الأبواب ولا تتواصلي إلا مع شاب يطرق بابكم ويطلب علاقة رسمية شرعية في إطار هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، واعلمي أن الإزعاج الزائد الذي يحدث والتشويش الذي يحدث من عدونا الشيطان، ولذلك نوصيك عندما تأتي هذه المشاعر السالبة بأن تكثري من الاستغفار وتجددي التوبة، وتذكري الله عندها سينصرف عدونا الشيطان مخذولا مهزوما ولا تعطي مساحات طويلة للتفكر والتأسي على ما حصل، بل استفيدي من هذه المساحات تسبيحا وذكرا وتلاوة وقياما بواجباتك الدراسية والاهتمام بواجباتك الأسرية والحياتية.
ونهنئك على هذه النفس اللوامة، وأرجو أن يتحول هذا اللوم وهذا الأسى إلى أعمال صالحة، فإن هذا الذي يريده الشيطان، فإن الشيطان يريد أن يحزن الذين أمنوا فلا تستجيبي لوساوس الشيطان، واحمدي الله الذي هداك والذي بصرك وتوقفت، ونسأل الله لنا والتوفيق والسداد.