السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أشكر القائمين على هذا الموقع، وجزاكم الله خير الجزاء.
أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندي أختان متزوجتان لديهن أولاد، تعيشان في اليمن، هل علي إثم إن ساعدتهن للدخول للولايات المتحدة مع أسرهن لتحسين وضعهن المادي؟
لا أضمن أن يعمل أزواجهن بأعمال حلال عند الدخول للولايات المتحدة، فأكثر الأشغال هنا حرام، وأخاف من ضياع دين أبنائهم، فتربية الأبناء هنا تحتاج لجهد كبير، وأخاف ألا يكونوا حريصين على أولادهم بما فيه الكفاية، فيتأثر الأبناء بثقافة هذه البلاد، ويضيع دينهم فأحمل وزرهم ووزر أبنائهم، فماذا أفعل؟
هل أجعلهم يعاهدونني على العمل بالوظائف الحلال، والحرص على متابعة أبنائهم، وتربيتهم تربية إسلامية سليمة؟
شكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو رداد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا لنسأل الله أن يوفقك وأن يصلحك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
أخي: شكر الله لك حرصك على أهلك، وهذا من البر بهم، وستجد بركة ذلك في الدنيا والآخرة -بأمر الله-.
أخي: إن أفضل ما يقدمه المرء لأهله: إصلاح آخرتهم قبل دنياهم، وقد علمتنا التجارب الكثيرة ما في السفر إلى بلاد الغرب من المفاسد على دين الإنسان.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم السفر إلى تلك البلاد؟
فقال: لا يجوز إلا بثلاثة شروط:
الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.
الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
الشرط الثالث: أن يكون محتاجا إلى ذلك. اهـ.
وعليه فإننا ووفق هذه الشروط نضع لك خيارت متعددة، ونرجو أن تسير عليها تباعا:
1- أن تساعدهم ماديا وهم في بلادهم ما دام دينهم على خير.
2- إن حدثت صعوبة في بلادهم وكان لا بد من الخروج، فابحث لهم عن عمل في بلد عربي أو إسلامي.
3- إن استحال الأمران وكان لا بد من الخروج ولم تجد إلا السفر إلى بلدة معينة، فانظر إلى مكان فيه تجمع للمسلمين كبير بحيث يعيشون في مكان يقيمون فيه شعائر الله -عز وجل-.
وإذا تم الخيار الأخير، فاجتهد من قبل أن يصلوا بالبحث لهم عن عمل حلال في مكان حلال بجوار مسجد وجوار ديني، فإن تعارض الدين والدنيا، فاحذر أن تقدم الدنيا على الدين، والله المستعان.