السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري ٢٧ عاما، لدي شهادة دراسات عليا ولكني بدون عمل، ولم يرزقني الله زوجا صالحا بعد، وأنا غير معترضة؛ لأنني مؤمنة أن الرزق كله بيد الله، وسيأتي عندما يشاء الله، ولكن والدي دائما ما يعيرني بذلك، وخاصة إذا عرف أن إحدى الفتيات الأصغر مني سنا خطبت أو تزوجت، ودائما ما يجرح ذلك مشاعري، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Momo10 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.
لا شك أن المسلم أو المسلمة يمر في هذه الحياة بابتلاءات ومحن مصداقا لقول الله تعالى: ﴿ٱلذی خلق ٱلۡموۡت وٱلۡحیوٰة لیبۡلوكمۡ أیكمۡ أحۡسن عملࣰاۚ وهو ٱلۡعزیز ٱلۡغفور﴾ [الملك ٢]. ومن هذه الابتلاءات الابتلاء بالقرابة والوالدين الذين وضع الله عز وجل أسس العلاقة في التعامل معهما في الآية الكريمة : ﴿۞ وقضىٰ ربك ألا تعۡبدوۤا۟ إلاۤ إیاه وبٱلۡو ٰلدیۡن إحۡسـٰناۚ إما یبۡلغن عندك ٱلۡكبر أحدهماۤ أوۡ كلاهما فلا تقل لهماۤ أفࣲ ولا تنۡهرۡهما وقل لهما قوۡلࣰا كریمࣰا﴾ [الإسراء ٢٣].
فعلاقة الوالدية تقتضي الطاعة بالمعروف وليس الطاعة المطلقة، كما تقتضي الصبر على الأذى من قبل الوالدين بما لا يصبر عليه إن كان هذا الأذى صادرا من غيرهما، وذلك رعاية لحقهما في التربية والتنشئة.
نعم قد يكون أسلوب الوالد غير مناسب لك، لكن هذا لا يعني بأنه لا يحبك ولا يتمنى لك الخير، وإنما قد يعني عدم امتلاكه المهارات الاجتماعية الكافية للتعامل الصحيح معك في هذا الجزئية تحديدا، وقد أكبرنا فيك إيمانك وتوكلك على الله تعالى بخصوص الزواج، فهو رزق من الأرزاق يسوقه الله متى يشاء، فلا يطلب ما عند الله بمعصية الله تعالى.
وها هنا بعض النصائح بخصوص كيفية التصرف مع والدك إذا قام بتعييرك بتأخر الزواج:
١- لا تردي على تعبيره حيال هذا الأمر، وحاولي أن تغيري الموضوع إلى موضوع آخر أو انسحبي من المكان بهدوء ريثما تهدأ الأمور.
٢- إن كان هناك شخص يمكنه نصح الوالد حيال هذا الأمر كوالدتك أو أحد إخوانك أو أخواتك فحاولي أن تستخدمي هذه الوسيلة أيضا.
٣- اعتبري هذا التصرف منه جهلا منه لا حقدا أو قصدا للإساءة، وعيشي حياتك بكل طبيعي، ولا تهتمي لإساءة أحد مهما كان، فمن أساء فإنما يسيء لنفسه، وأما أنت فلا بد لك في تأخر الزواج، لذلك لا تجلدي ذاتك ولا تلومي نفسك على هذا الأمر، وسيجعل الله من بعد عسر يسرا.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.