أحب شاباً وأرغب بالزواج منه وهو لا يرغب!

0 36

السؤال

أنا بنت بعمر 28 عاما، الزواج عندنا قبلي، لا يوجد شخص مناسب سوى واحد فقط، وأنا أريد أن أتزوج، كلمت هذا الشخص فهو طبيب، فكنت أتواصل معه للاستشارات الطبية، وكان فيه كلام جانبي عن الدراسة وعن العمل، أنا متدينة أصلي قيام الليل منذ 12 عاما، وأقرأ القرآن، وأذكر الله كثيرا، أقرأ سورة البقرة بشكل شبه يومي منذ أكثر من عامين.

أرجو الله أن أتزوج من هذا الشخص، ولكن لا أذكره في الدعاء مخافة الشرط على الله تعالى، وأرجو بداخلي، كلمته لمدة 6 أشهر، وبعد هذا تركته، لأن الكلام حرام، وبعدها دخلت بحالة نفسية صعبة جدا، تعبت نفسيا وجسديا لدرجة أني غير قادرة على ممارسة الحياة الطبيعية.

كنت أبكي في كل مكان ووقت، وليس لدي طاقة للكلام مع أحد، رجعت إليه وكلمته عن حالتي، ولكن هو رافض فكرة الزواج نهائيا، هو بعمر 30 عاما، بسبب مروره بتجربة سيئة، حتى أهله تعبوا معه في إقناعه.

أنا طلبت منه أن أكلمه مثل الأول وليس في كلامنا أي شيء خارج، ما الحل في شاب لا يريد الزواج؟ وهذا لا أعرفه منه فقط بل أعرف أنه لا يريد الزواج، وأهله تعبوا منه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mary حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: يعز علينا -أختنا الكريمة- أن نسمع هذا الكلام منك أنت، وأنت الإنسانة الخلوقة المتدينة، وأنت الصوامة القوامة، يعز علينا أن تقعي في هذا الدرك الآثن وأنت الأخت المتدينة الصالحة، يعز علينا أن تجعلي الله أهون الناظرين إليك، وأنت من نشأت النشأة البريئة العفيفة، مثلك لا ينبغي أن يقع في هذا الوحل، مثلك لا ينبغي أن تعصي خالقها.

أنت تعلمين قطعا أن الشيطان يخادع دائما ابن آدم، وله أساليبه الخداعية التي تزين للمرء الحرام، وهو يعلم لكنه يوجد لنفسه من المبررات ما يدفعه للحرام، وهو يساق إليه.

ثانيا: أختنا الكريمة: إننا مع قولنا الفائت نتفهم حديثك، وما أصابك من غم وهم، نتيجة ما يحدث معك ومع عشرات بل مئات الآخوات ممن هم في مثل حالتك، ويصلنا من ذلك الشيء الكثير، لذا نحدثك حديث المشفق عليك المبصر لما سيكون عليه المآل إن لم توقفي هذا الأمر عند حده فانتبهي لحديثنا، ولا تحمليه إلا على إرادة الخير لك.

ثالثا: الزواج -أختنا- رزق من الله عز وجل، وقد قدر الله للجميع، فاهدئي واطمئني وثقي أن من قدره الله لك زوجا سيأتيك وأنت معززة مكرمة، ولم لا وهو مكتوب ومقدر من قبل أن يخلق الله السموات والأرض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء) وهذا الحديث يدفعك إلى الاطمئنان وعدم الجزع، فما كتبه الله لك سيكون، فأبشري وأملي في الله خيرا.

رابعا: اعلمي -أختنا- أن قضاء الله خير لك مما أردته لنفسك، وتذكري أن الله يختار لعبده الأصلح والأوفق له، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمني الشر وهو لا يدري أن فيه هلكته، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته، قال تعالي: " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم "، فكوني علي يقين بأن اختيار الله لك هو أفضل من اختيارك لنفسك.

خامسا: إننا لا نوافق على ما حدث معك لكن في الوقت ذاته لا نوافق على ما فعلتيه، فالأصل أن الكلام بين الرجل والمرأة محرم، فكيف والكلام قد وصل إلى ما وصل إليه، ثم يوهمك الشيطان أن التوبة تقاضى العودة إلى حديث دون حديث، وهو استدراج منه لما علم يقظة في إيمانك، إنه يمنيك وهو يرقبك ويعرف أنك لن تصبري على ما كنت عليه، هو يعلم يقينا أن الأمور تطور تجاه الحرام الذي لا يتصور اليوم، لكنه غدا في دائرة الممكن متى ما استمر الحال، ثم إن الرجل عنده من المشاكل ما أصبح معه زاهدا في الزواج، وقد علمت وتقصيت أنت عن ذلك، ودفعك الشيطان إلى التقصي حتى يمكن هذا الشاب من قلبك، فانتهي -أختنا- لما يحدث معك.

سادسا: العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه، فلا تنساقي خلف أمان كاذبة ولا أحلام واهمة، فكل هذا سراب خادع أختنا، وأنت بين حلول فاختار منها الأوفق لدينك وآخرتك.

- إما أن تنساقي خلف تلك الأوهام فتبدأي التواصل معه، التواصل المحرم من حيث الحديث، ولا تقولي أحاديث عابرة، فإن هذا من تزيين الشيطان لك، فالإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس، وأنت لا تودين ذك قطعا.

الشاهد أن هذا الحديث حتما سيصل بك إلى الكلام المحرم أكثر، وقد وصل ببنات كن صالحات عفيفات إلى ما لا تتصوريه اليوم، ثم يكتبن إلينا وهن يبكين ندما، ولكن بعد أن فات ما فات، وبعضهن كانت تسأل هل يجوز الانتحار أم لا؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

- توقفي فورا عن التواصل معه، فتريحي قلبك من الحرام، وتريحي أعصابك من التفكير، وتريحي نفسك من مخافة أن يطلع أحد على ما أنت عليه، وتريحي ضميرك من نظر الله إليك، وهذا هو طريق السلامة لا غير.

إننا نريد منك الان وفورا قطع كافة الاتصالات مع هذا الشاب، وتغيير كل وسائل التواصل بينك وبينه ، حتي لا تضعفي فتتواصلي معه مرة أخرى، واعلمي أن أي شاب متى ما تحدث مع امرأة أجنبية عنه، فإنه ينظر نظرة المرتاب فيها، الغير واثق فيها، هي عنده غير جديرة بالاحترام وإن أظهر لها غير ذلك، ولو قدر له الزواج لكانت تلك الفتاة أبعد من يفكر فيها ، نعم لن يفكر في امرأة سمحت لغريب أن يدخل حرمها الآمن ، فمن خانت ثقة أهلها وقبل ذلك عصت ربها للتواصل معه لن تكون أهلا لثقته، تلك هي طبيعة الدنيا التي يجب أن تعرفيها.

عودي إلى قلبك النظيف الطاهر، وصلاتك الخاشعة الراقية، واتركي هذا الأمورعنك، فالدنيا أهون من أن تضيع الآخرة الممتدة لأجلها، وثقي أن الله يدبر لك الخير مادمت على العهد معه.

نسأل الله أن يحفظك من كل شر ومكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، والله المستعان

مواد ذات صلة

الاستشارات