أمي تريد قطع علاقتي بأختي من أبي فبماذا تنصحونني؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

أمي تطلقت من أبي وأنا لم أتجاوز العامين، ثم عرض عليها أبي الرجوع أكثر من مرة، ورفضت، وأنا كنت مع والدي، وأمي عند أختها وزوجها، فقال لها ترجع وإلا سيتزوج فرفضت، فتزوج من امرأه أخري، وأنا معه وعشت معهم فترة وأنا صغير لا تتجاوز بضعة أشهر، ولكني أذكرها وأذكر مراعاتها لي، وأنها كانت تطعمني وتعاملني معاملة حسنة، وترعاني مراعاة الأطفال.

ثم أخذتني والدتي وألقت اللوم علي لقبولي التعامل مع زوجة أبي وأنا لم أتجاوز ثلاثة أعوام، وقاطعتني فترة حتى قلت لها أنني كنت أسيء معاملة زوجة أبي حتى تكلمني، وبعدها لصعوبة رؤيتي طلب أبي عودة أمي لكي يراني بسهولة، فقبلت أمي بشرط طلاق زوجة أبي، فقبل أبي، ولكن كانت زوجة أبي حاملة في أخ لي فلم يطلقها، ولكن اشترطت أمي أن ترجع في الشهر التاسع قبل الولادة.

ثم بعد ذلك بسنوات حملت زوجة أبي مرة أخرى في بنت فاشترطت أمي كي تكمل مع أبي أن تكون علاقتي أنا وأختي معدومة، وأن تكون البنت في محل العدم يعني لا نذكر اسمها، ولا نكلمها، وهكذا حتى بالنسبة لي، وعندما طلبت رؤية أختي قامت أمي بمقاطعتي لمدة شهر.

ومع العلم أني ممنوع من الذهاب لبيت أبي الآخر حتى في الأعياد، ولا التعامل مع زوجة أبي ولا أختي، وكنت أقوم بذلك دون أن أخبر أمي، واستمرت على ذلك حتى تزوجت، وهنا بدأت التغيرات، حيث صار لي بيتا مستقلا كانوا يأتون لزيارتي في المناسبات وغير ذلك، وفي مرة كانت أختي في بيتي وجاءت أمي فاختبأت أختي حتى لا تراها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ثوبان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يقضي حاجتك، وأن يعينك على بر والدتك وأختك إنه جواد كريم.

أخي لا يخفاك أن صلة الرحم واجبة على المسلم، وأن أجرها ويعظم ويشتد على درجة القرابة وحاجتهم لك، وأن البر لا يوقفه شيء ولو كانت القطيعة منهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك"رواه مسلم.

وليس من نافلة القول أن نخبرك أن صلة الرحم جالبة للخير، فعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه" متفق عليه، على أن أعظمها أجرا وأوكدها صلة: بر الوالدين وخاصة الأم، فبر الوالدة من أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله عز وجل.

وقد أحسنت حين وصلت رحمك من خلف ظهر أمك، فطاعة الوالدة واجبة إلا في معصية الله، فإذا أمرت بمعصية فلا طاعة لها مع الإحسان إليها والتودد لها.

ونحن نوصيك ببر والدتك والإحسان إليها جهد الطاقة، ولا تقدم على طاعتها أحدا، وفي الوقت ذاته لا تقطع رحمك، ولا حرج عليك في إخفاء هذا الأمر عن والدتك، وهذا من البر الذي تجد أجره في الدنيا والآخرة أخي الكريم، وإن اكتشفت والدتك الأمر فنحن نوصيك أن تريها تلك الرسالة، وتخبرها أنك استشرتنا ونحن من دفعناك إلى بر الاثنين، وأنه يحرم عليك قطع رحمك، وتأثم إن فعلت ذلك، نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات