ماذا يفعل من أقسم وعاهد الله أن يترك معصية ما ولم يتركها؟

0 37

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ماذا يفعل من أقسم وعاهد الله أن يترك معصية ما ولم يتركها؟ على العلم بأنني حينما أقسمت لأنني أردت أن أتوب توبة نصوحا، فقررت أن أقسم على نفسي قسما كبيرا، وقلت الله لا يجعلني مسلما ولا من أتباع محمد إذا عدت لهذا الذنب مرة أخرى، في محاولة لإجبار نفسي على ترك المعصية.

أنا -ولله الحمد- لا أزال عند عهدي ولم أنقضه، ولكن ماذا إن حدث وضعفت إرادتي هل بذلك سيستجاب ما قلته؟ ويكون العودة للذنب موجبة للكفر؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ JUSTEN حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا وحرصك على معرفة الأحكام الشرعية، وهذا واجب المسلم أن يسأل عما ينوبه وما ينزل به من الحالات التي تستدعي معرفة الأحكام الشرعية، فنسأل الله تعالى أن يوفقك إلى الخير، وأن يحول بينك وبين الذنوب والمعاصي ويصرفك عنها.

ولا شك أيها الحبيب أن المسلم يجب عليه أن يبتعد عن الذنوب والمعاصي، ويتخذ التدابير التي تحول بينه وبين هذه الذنوب، ولكنه ليس مطالب بأن يحلف الأيمان على ترك الذنوب، وإذا حلف يمينا بالله تعالى على ترك الذنب ثم فعله فإنه يجب عليه أن يتوب أولا من فعل الذنب، ويجب عليه أن يكفر عن يمينه كفارة اليمين، أما إذا حلف بما ليس يمينا بالله تعالى مثل ما ذكرت في كلامك فإن هذا مما اختلف العلماء فيه هل تجب فيه كفارة اليمين أو لا تجب فيه كفارة اليمين إذا خالف، ووقع في الذنب، فإن الأصل أن اليمين لا تكون إلا بالله سبحانه وتعالى لقوله صل الله عليه وسلم "من كان حالفا فليحلف بالله".

وبعض العلماء يرى بأنها يمين وعليه كفارة هذا عن حكم المسألة من الناحية الفقهية، ولكننا نحذرك أيها الحبيب من أن يستدرك الشيطان ويسهل لك الأمر ويزين لك بأنه ما دامت المسألة سهلة ويسير وأن فيها كفارة فقط فإذا ارتكابك لهذه المعصية ليس شيئا عظيما، هذا النوع من التزين الشيطاني والتحسين بالقبيحة والمعصية يجب عليك أن تحذر منه، وقد حذرك الله تعالى في كتابه الكريم من تزين الشيطان للذنوب والمعاصي واتباع خطوات إليه فقال: (يٰٓأيها ٱلذين ءامنوا لا تتبعوا خطوٰت ٱلشيطٰن ۚ).

وأما سؤالك هل يقع الكفر إذا وقعت في هذا الذنب؟ فالجواب: لا يقع الكفر، لأنك لم تذكر هذا إلا لأنك تكره الكفر وليس رضا به، ولا اختيار له، بل أردت إلزام نفسك الابتعاد عن الذنب، فذكرت لها ما تكره، وما دام الأمر كذلك فهو ليس رضا بالكفر، ولا يقع، وهذا ما يقوله العلماء في حكم من يقول هو يهودي إذا فعل كذا، ويريد منع نفسه من هذا الفعل، فإنه لا يكفر بذلك، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك للخير ويثبتك على هذه التوبة ويجنبك الرجوع إلى الذنب والمعصية، والتوبة واجبة إذا وقع الإنسان في معصية، كما قال الله سبحانه وتعالى (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)، وقال سبحانه (ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)، نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات