أخي أكل مالي وظلمني وأمي وأختي من ساعده

0 26

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أود أن اذكر قصتي باختصار، وأرجو من الله ثم ممن امتلك العلم النافع الإفادة، لعل الله يكتب له الأجر.

أنا شاب متزوج، ولدي طفلان، ولدي من الإخوة أخ واحد وعشر أخوات، فجميعنا متزوج -ولله الحمد- وأنا أصغرهم سنا، منذ ثلاث سنوات كانت حياتنا يضرب بها المثل في المحبة والتكاتف والتآلف الأسري، فوالدنا -رحمة الله عليه- توفي منذ خمس سنوات، ونحن نسكن في منزل العائلة وهو عبارة عن ثلاثة أدوار، الأول لأمي، والثاني لأخي، والثالث لي.

كنا عائلة جميلة لا ينقصها شيء -الحمد لله-، أوضاعنا المادية فوق الممتازة، كان عملنا أنا وأخي واحدا، وكذلك دخلنا واحد، ولا نفرق بين هذا لك وهذا لي، فالمصلحة واحدة، وأمي -حفظها الله وأطال في عمرها- هي النبراس المضيئ على هذا المنزل.

سافرت أنا وزوجتي وأولادي منذ سنتين في إجازة اعتيادية، وطالت بي المدة خارج البلاد نظرا لظروف جائحة كورونا، فلم أعد قادرا للعودة للسعودية، وهي محل إقامتنا، وهذه كانت نقطة البداية، فإني أشهد الله تعالى بأني لم أتغير معهم تماما.

بدأ النفور والفتور من ناحية أخي، وإذ بالصدمات واحدة تلو الأخرى، فقد سحب جميع ما نمتلك لصالحه، وجردني من كل شيء، أخذ مالي وأحل لنفسه استخدام ممتلكاتي، واستباح منزلي، وكل هذا وأمي تنظر دون أدني رد يذكر، وللأسف عندي أخت كبرى هي وأمي تعرفان حق المعرفة أمام الله بأن جميع ما نملكه مناصفة بيننا نحن الاثنين، وهم اليوم أول من أنكر حقي وساعد أخي على أخذ مالي، وما زالوا مستمرين في ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يحفظك وأن يسترك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

أخي الفاضل: ما ذكرته من تربية والدك وحرصه عليكم رحمه الله تعالى، وما فعلته الوالدة حفظها الله معكم، وما كنت عليه أنت وإخوانك من خير ونعمة، وما كان بينكم من ود وإصلاح؛ أمر محمود، ولا يتغير فجأة بدون سبب.

نعم أخي الكريم: هناك حلقة فارغة ناقصة لا ندري هل تعلمها أم لا؟ فإن القلوب تتغير نعم، ولكن ليس بهذه الصورة ولا بهذه الطريقة، خاصة والأم التي أنجبتك هذه معهم ضدك كما ذكرت، وعليه فلا بد من معرفة ما الأمر؟

إننا ننصحك -أخي- بمراسلة أمك والاتصال بها، وسؤالها بود وحب عن التغيير الحاصل، حدثها أنك تريد منها معرفة تغيرها عليك، حدثها أنك تريدها أن تكون راضية عنك قبل كل شيء، اجعلها تتحدث وأنت استمع، فإن هي تحدثت فاعلم أنها قد تخبرك بأمور، منها:

1- أمور حقيقية تعلمها وتعلم أنك مخطئ فيها بقصد أو بغير قصد.
2-أمور فهمت على غير مرادك وفهموها على غير وجهها الصحيح.
3-أمور أنت لم تفعلها وهي اختلاق عليك.
4-أمور فيها وجهات نظر مختلفة.

اعمد أولا إلى الأخطاء فاعتذر عنها.
ثم اعمد إلى المفهوم على غير وجهه فبين مرادك.
ثم ما اختلق عليك فبين أنك لم تفعل وأكد لهم ذلك.

أما الأمور المختلفة التي فيها وجهات نظر متباينة فلا تناقشها اليوم بل أجل نقاشها لما بعد الإصلاح.

أخي الفاضل: اجعل غايتك وهدفك اليوم معرفة ما حل عليكما فباعد بينكما، اجعل الإصلاح وعودة الأمور إلى طبيعتها هو غايتك، واعلم أن الله مطلع على قلبك وقلوبهم، فإن وجد الله فيه صدقا أتمه وتوجه بالخير.

نسأل الله أن يصلح ما بينكم، وأن يذهب الشيطان عنكم، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات