السؤال
مشكلتي أن زوجي لا يحترم مشاعري، فبعد ثلاثة أشهر فقط من زواجي بدأ يقول لي إنه يريد الزواج مرة ثانية، رغم شدة حبه لي.
أنا أعاني من غيرة شديدة، وتبدأ نفسيتي تنهار، لأنني حساسة جدا، خاصة وأنه يقولها بأسلوب استفزازي جدا، وكأنه يستمتع بإغضابي وحزني، ويعمل أعمالا لإثارة غيرتي، بينت له أن ذلك يزعجني، ولكني لم أجد منه إلا تمردا.
أفيدوني فأنا محطمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الأمل حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يبارك لكم وأن يبارك عليكم وأن يجمع بينكما في خير.
إن هذا الزوج يخطئ بهذا التهديد ويضع استقرار أسرته في مهب الريح، وليس من المصلحة ترداد هذا الكلام حتى ولو كان على سبيل المزاح؛ لأن غالب النساء إذا سمعن مثل هذا الكلام يقمن بفهم وتفسير تصرفات ومواقف وكلمات الزوج في ذلك الاتجاه فتحدث المشاكسات ويحصل النكد، ولست أدري هل كان زواجكما بعد علاقات عاطفية فيها مخالفات أم كان زواجا منضبطا بآداب الشريعة التي تريد لعلاقة الرجل بالمرأة أن تكون في العلن وعن طريق أولياء الفتاة، وفق مراسيم وخطوات تعلي قيم الطهر والعفاف، وتكسب المرأة ما تستحقه من صيانة، وتكون سببا في احترام زوجها لها.
بخلاف الفتاة التي تتعرف على الشاب وحدها، وتقدم له التنازلات وتخون أهلها والعمات والخالات، ولا عجب بعد ذلك أن يحتقرها من شاركها بالأمس في المخالفات، ويكشف لها ما في نفسه من السيئات ثم تصاب حياتهما بالشيخوخة والأزمات.
نعتقد أن هذا الزوج يمزح معك، وربما كان هدفه أن يعرف مكانته في نفسك، فاظهري حبك له وبادليه المشاعر الطيبة بأحسن منها، وقد يستمتع بفضك وتصرفاتك ولكنه مخطئ في هذا العمل، والصواب لمن يعزم على الزواج أن لا يكثر الكلام، وأن لا يتخذ هذا الأمر وسيلة للتهديد، وأن لا يكون هدفه الأضرار بالمرأة.
أرجو أن يعلم أن الأزواج مسئولية ومراقبة لرب البرية، وما أسهل الكلام لكن العاقل يفكر في العواقب ويتجنب ما يجلب الهموم والمصائب.
أرجو أن تتسلحي بالصبر فإن الأشهر الأولى في الحياة الزوجية يحاول فيها كل طرف أن يخرج ما عنده، وأن يسحب الآخر إلى برامجه ونمط حياته، ولكن النجاح في أن يقدم كل طرف بعض التنازلات ليكون اللقاء في أسعد اللحظات، وبذلك تدوم العشرة الطيبة وتتلاشى المكروهات.
والله ولي التوفيق والسداد.