كيف أتعامل مع إهانات أمي المستمرة لي؟

0 24

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 23 سنة، أتعرض منذ الصف الثانوي للسب وأقصى درجات الإهانة من أمي، وحتى بعد وصولي للجامعة ما زلت أتعرض للسب والإهانة، لا تحنو علي مطلقا، وإذا فعلت تقابلني بالإهانة مرة أخرى، زعزعت ثقتي في نفسي أمام أخوتي، وأمام أي شخص قريب منذ الصغر، ولا تبال بصحتي النفسية، وتتهمني بالعقوق، أحاول جاهدا أن أراعي فيها الله، وأن أبتعد جاهدا عن إهانتها لي، وقولها دائما لي بأنها تكرهني، بل ووصلت إلى حد الدعاء علي، ولكن لا أعلم ماذا أفعل؟ وأنا بطبيعتي شخص عصبي ومفتور قلبي من سماع حديثها السيء عني، ولا أعلم ماذا أفعل؟

أرجو الرد، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

لا شك أن الانتقاد الدائم من الوالدة هو أمر مرهق من الناحية النفسية، وغالبا ما يؤدي إلى ردود فعل عكسية، وهذا خطأ يقع فيه بعض الآباء دون أن يدركوا عواقب الأمور، ونحن ندرك تماما مدى الضغط الذي تتعرض له أنت بسبب حرصك على طاعة والدتك وعدم إغضابها امتثالا لقول الله تعالى: ﴿۞ وقضىٰ ربك ألا تعۡبدوۤا۟ إلاۤ إياه وبٱلۡو ٰلديۡن إحۡسـٰناۚ إما يبۡلغن عندك ٱلۡكبر أحدهماۤ أوۡ كلاهما فلا تقل لهماۤ أفࣲ ولا تنۡهرۡهما وقل لهما قوۡلࣰا كريمࣰا﴾ [الإسراء 23].

وطالما أنك قد كبرت، ووالدتك تقدمت أيضا في العمر وهي على نفس المنوال في هذه الصفة في الانتقاد المستمر؛ فما عليك إلا أن تتكيف مع هذا الوضع حتى يأذن الله تعالى بالفرج من عنده، ومما يساعدك على ذلك:
1- أن تعتبر أن هذا الأمر ابتلاء من الله لك ولوالدتك، فقد ابتلاك بها وابتلاها بك، لينظر أيكما يحسن التصرف مع الطرف الآخر، فالوالدة رغم عظم حقها عند الله تعالى، إلا أنها محاسبة على أخطائها مع أولادها ومع غير أولادها، وأنت مسؤول عن رعايتها ومراعاة خاطرها وألا تغضبها، لكن مع عدم طاعتها فيما حرم الله عز وجل لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

2- من المفيد أن تتعلم مهارات تحمل الضغوط ومهارة التحكم بالغضب، وقد أشار النبي ﷺ إلى بعض هذه المهارات، بحيث تغير من وضعك فإذا كنت قائما جلست، أو حاليا اضطجعت، أو تتوضأ، أو تخرج من المكان ريثما تهدأ النفوس وتعود إلى طبيعتها.

3- ربما مرت الوالدة بظروف عصيبة في حياتها أثرت على شخصيتها، وبالتالي يمكنك النظر إليها على أنها مريضة بهذه الصفة الملازمة لها، خاصة أنها تصرح بكرهها لك وتدعو عليك، ومن حق المريض على من حوله أن يعذروه ويقدروا ظرفه، علما بأن دعاءها عليك لن يضرك؛ لأن الله لا يستجيب دعاء فيه إثم أو قطيعة رحم طالما لم تكن ظالما لها بل أنت المظلوم.

4- حاول أن تغير أسلوب تعاملك معها، بإشعارها بالاقتراب النفسي منها، حتى لو صرخت في وجهك، وعبرت عن كرهها لك، فإحسانك المستمر إليها سيكسر نفسها ويرقق قلبها عليك يوما ما، وسوف تشعر بهذا الانكسار في داخلها لكن ربما منعتها عزة النفس أن تبوح بها لئلا ترى نفسها أنها ضعيفة أمامك.

يقول الله تعالى : ﴿ولا تسۡتوي ٱلۡحسنة ولا ٱلسيئةۚ ٱدۡفعۡ بٱلتي هي أحۡسن فإذا ٱلذي بيۡنك وبيۡنهۥ عد ٰوةࣱ كأنهۥ ولي حميمࣱ﴾ [فصلت 34].

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات