السؤال
السلام عليكم.
جزاكم الله خيرا، فمهما تكلمت عن أهمية هذه المنصة في حياتي لن أوفيها حقها.
أنا فتاة أحببت شابا منذ سنوات، وهو على دين وخلق وله مميزات، فهو مجد بعمله كطبيب وكاتب، دعوت به في كل أوقات الإجابة مع اليقين، وأتتني بشارات كثيرة، لكن خطب قبل سنة وتزوج منذ يومين.
وما كنت أتغزل به، كنت أدعو له دائما فقط، ولكن هل أؤثم على شعور أنني لا أستحق؟ فإني أستحقر نفسي وأؤمن بأن الله سيعوضني، مع أنني أشعر أنه لم يعد أحد يستحق، فلم أر مثله ولن أرى، وسعيدة بأن الفترة الماضية قربتني بشكل كبير من ربي، وبالرغم من أنني شخصية اجتماعية ومحبوبة بين العائلة والأصدقاء والمعارف، ولكن أشعر أنني والمحيط الذي أنا فيه عبارة عن لاشيء، وكأنني آلة تمشي، إذ أنني وضعت نفسي في محيطه، في تفكيري دائما، والآن عدت لمحيطي أنا وهم لا يعرفونني بالواقع.
أعتذر على الإطالة، لكن ساندتني هذه المنصة لسنوات في جميع أموري الدينية والحياتية، وأرجو أن ألقى ما يعيد لي شغفي بحياتي، فأنا طالبة في كلية الهندسة، وقد تسبب حزني برسوبي في أغلب المواد، ولا أريد أن أخذل أهلي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Walaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، كما نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح البر التقي النقي الذي يسعدك في الدنيا ويكون رفيقك في الآخرة.
أختنا المباركة: من قال لك أنك هينة، أو أنك لا شيء أو أنك آلة، كل هذا الكلام وهم يقذفه الشيطان داخلك، ليوهن عزيمتك، ويجعل جدارا من اليأس حولك، يريد أن يشتت أمرك، ويضعف ثقتك بربك، ولذلك أقنعك من داخلك بخطأ جد خطير ظهر على لسانك حين قلت: (مع أنني أشعر أنه لم يعد أحد يستحق فلم أر مثله ولن أرى)، وهذا فوق أنه ضرب من الغيب لا يجوز، إلا أنه كذلك غلق شيطاني لكل نسمة رخية في حياتك، مهد لها الشيطان وجهز الأرض ووضع البذور فنمت في عقلك وقلبك، ونسيت أن العين ترى غير المقدور عليه بما ليس عليه.
أختنا: لقد رأيت الشاب بعين البصر القاصر، واستخرت العالم القادر فصرفه عنك لعلة فيها الخير لك لا محالة، فقد يكون الشاب صالحا في نفسه لكن صلاحه لا يتناسب معك، أو علم الله أنك لو تزوجته لكان فيه الهلاك لك فصرفه، أو أن الله ادخر من هو أفضل لك وأنت لا تعلمين، فلا تضيقي واسعا، وأنت ما علمت عن الرجل إلا الظاهر، والله أعلم بالسرائر، وما دمت قد استخرت الله عز وجل، وقد صرفه فالواجب عليك التسليم مع الاعتقاد الكامل أن الخير فيما قضى الله وقضاه.
أختنا الكريمة: لا بد أن تفخري بنفسك، ونحن كذلك نفخر بك وبكل مسلمة حين أحبت بحثت عن الدين والخلق، وحين طلبت لجأت إلى رب القوى والقدر، وحين علمت بزواجه دعوت الله له، وهذا يدل على خير كثير فيك فاحمدي الله على ما أنت فيه، وسلي الله التثبيت على الطاعة، واعلمي أن الخير كل الخير في التسليم لما قضى الله وقدر .
أختنا الفاضلة: إننا ننصحك بأن تصرفي عينك وقلبك عما يشغلك عن دراسته، وقبل ذلك تدينك، اجعلي الدراسة هي الهدف الأصيل لك، وما مضى قد مضى، المهم اليوم تلك النظرة المستقبلية التي لا تترك مجالا للحظ ولا لليأس أن يعبث بها، وأمر الزواج في علم الله، وسيكون لك ما قدر الله، وساعتها ستعلمين قطعا أن فضل الله كان عليك عظيما.
الآن يجب أن نضع الخطة وأن نكتب حاضر يومنا وغده، وأن نخطط له بكل ما نستطيع، وأنت عندك من القدرات ما يؤهلك لذلك، عندك من سلامة النفس، وحسن احتمائك بالله وحسن توكله عليه، ما يجعلك فخرا لكل أهلك ونفعا لأمتك ودينك.
نسأل الله أن يعينك وأن يبارك فيك وأن يثبتك على الطاعة، ونحن على ثقة بأنك قادرة على تجاوز تلك المحنة سريعا، والله الموفق.