السؤال
ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بعمر 17 سنة، أعاني من تشتت التركيز والشرود الذهني، وانخفاض المستوى الدراسي والشعور بالخواء.
كذلك البرود من ناحية العلاقات، سواء بالمجتمع أو الأقارب، أي لا أبادر حتى مع إخواني، وأحيانا أؤذي ذاتي كشرب دواء، وأحيانا أحاول المذاكرة لكن أجد نفسي ليس لدي شغف في المذاكرة.
أنا بعمر 17 سنة، وليس لدي صديق، أحاول أن أكون صداقات لكن أجد نفسي لا أبادر، وأحيانا أفكر أفكارا لا منطقية كمثال أن الطيور ملائكة ويراقبوننا، وأني إذا كذبت سأخرج من الإسلام، وأن الشيطان بمكن أن يتجسد على صورة إنسان ويخدعني أو يؤذيني.
قبل مدة لم أخرج من البيت مدة 6 أشهر، ولم أتكلم مع أحد غير أمي وأبي، أحيانا يأتونا ضيوف لكني لا أخرج من غرفتي، وأعاني من الأرق أحيانا، والنوم الكثير، وعندما أتحدث أتكلم بكلمة أو كلمتين، لأنه ليس لدي كلام أقوله، مما يجعل الطرف الثاني ينفر مني أو يطرح الأسئلة.
أحيانا أعاني من صداع في رأسي، يقع عند نصف الرأس، وعين واحدة على الجهة اليسرى من الرأس، وهذا صداع مزمن لدي، فما هي النصيحة أو الحل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، أنت في عمر فيه الكثير من التغيرات النفسية والبيولوجية والاجتماعية والهرمونية، لذا قد يجد الإنسان نفسه بالفعل مشتت التركيز وقد تنتابه بعض الأفكار الوسواسية، مثل النوع الذي يأتيك.
البعض من الشباب في عمرك يواجه صعوبات تتعلق بتحديد الهوية، والاتجاهات السلوكية الحياتية العامة، هذه المتغيرات كما ذكرت لك يمر بها الكثير من الشباب وهي حقيقة لا تستمر طويلا، خاصة إذا كان الشاب على دارية كاملة بهذه المرحلة، والتغيرات التي تصاحبها وقام ببعض الإجراءات العلاجية والسلوكية التي تساعده لئن يكون أكثر استقرارا.
سأذكر لك المطلوب منك أولا: سيكون من الجميل جدا أن تذهب وتقابل طبيبا، طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني ليقوم بإجراء فحص عام بالنسبة لك، يجب أن نحدد مستوى قوة الدم لديك، مستوى فيتامين د، وظائف الغدة الدرقية، وظائف الكلى، وظائف الكبد، مستوى السكر، هذه الفحوصات حقيقة أساسية.
هذا لا يعني أنك مصاب بمرض عضوي، لكن ما دام لديك هذا الصداع في الرأس، هذه الفحوصات من وجهة نظري ستكون وسيلة نطمئن من خلالها، والطبيب أيضا ربما يحولك مثلا إلى طبيب العيون، أو إلى طبيب الأسنان، ليتأكد أن هذا الصداع ليس منشأه ضعف مثلا في النظر أو التهاب في الأذنين، أو شيء من هذا القبيل.
إذا كان اتضح أن هذا الصداع هو من نوع الشقيقة أي الصداع النصفي المعروف، فهذا -إن شاء الله تعالى- من خلال علاج القلق، وتجنب بعض الأطعمة سينتهي ويزول، هذه الخطوة الأولى.
الخطوة الثانية: أنت يجب أن تكون أكثر تفاؤلا ويجب أن تحرص على تنظيم وقتك، لأن تنظيم الوقت يساعدك في إدارة حياتك بصورة جيدة، وأول خطوات تنظيم الوقت هي تجنب السهر، السهر يسبب ضررا بليغا للإنسان في عمره، يؤدي إلى الشعور بالخيالات، بالتشتت الذهني، القلق، التوتر.
النوم المبكر حقيقة يؤدي إلى ترميم كامل في الجسد والنفس، وحتى الهرمونات العصبية الضرورية يتحسن إفرازها وانتظامها وفعاليتها الإيجابية مع النوم المبكر، والإنسان حين ينام مبكرا يستيقظ مبكرا ويؤدي صلاة الفجر في وقتها، وبالنسبة للطلاب الوقت بعد صلاة الفجر يعتبر وقتا ممتازا جدا للدراسة، المذاكرة لمدة ساعة في الصباح تعادل ثلاث ساعات في بقية اليوم، ومن يعلم نفسه على المذاكرة في الصباح بحول الله وقوته سيكون من المتفوقين.
أنصحك أيضا بممارسة الرياضة، أنصحك بالتواصل الاجتماعي الإيجابي، ومن أفضل أنواع التواصل الاجتماعي الإيجابي الصلاة مع الجماعة، كن بارا بوالديك، حقر هذه الأفكار السليبة، وأنت تحتاج لدواء بسيط جدا والدواء الأفضل هو الفافرين مضاد للقلق والتوتر والوساوس، الفافرين والذي يسمى فلوفكسمين تبدأ في تناوله بجرعة 50 مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم 100مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 50 مليجراما ليلا لمدة شهرا ثم 50 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهرا آخر ثم تتوقف عن تناوله، دواء سليم وفاعل وسوف يفيدك إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.