السؤال
السلام عليكم.
تقدم لي شاب للزواج أعرفه منذ مدة قصيرة، واتضح لي أنه يريد التقدم للزواج، استخرت الله مرات عديدة، الأمور تعسرت ولم تتم الموافقة من قبل أهلي، هل الاستمرار في الدعاء والاستخارة اعتراض على حكم الله؟
أدعو الله بأن ييسر الأمور، ويجعله من نصيبي، وعندي يقين بالله أنه سيستجيب لي، وأن علي بالصبر، لكن هل هذا صحيح أم أن تعسير الأمور كانت إجابة استخارتي، ولا يمكن تغيير هذا، ودعائي حاليا هو اعتراض على حكم الله؟ مع أن هذه ليست نيتي إطلاقا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
وبخصوص ما سألت عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: المؤمن يعلم يقينا أن قضاء الله هو الخير له، لعلمه سبحانه بما يصلح لنا وما لا يصلح، وحين استخرت الله عز وجل آمنت وصدقت بأن الخيرة فيما قدره الله لك، هذا مع إيمانك بأن الله قد كتب على ابن آدم كل شيء من قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فرغ الله تعالى من مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء" وهذا يطمئنك -أختنا الفاضلة-، والإيمان به يريحك تماما.
ثانيا: من الأمور القطعية أن المرء قد يتمنى الشر يحسبه خيرا، ويرفض الخير يحسبه شرا، وهذا بعض قول الله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) فالله أعلم ما ينفع لك وما هو خير لك، والإيمان بذلك يجعلك في طمأنينة وراحة.
ثالثا: ما فعلتيه من تكرار الدعاء والاستخارة أمر مشروع، فقد ذكر أهل العلم أن الصلاة تشرع مكررة حتى يطمئن القلب وينشرح الصدر لما يريد، والتعسر الحاصل الآن لا يدل على شيء، بل قد يكون طبيعيا في بداية كل عرس، والدعاء مع الإيمان بما سبق ذكره وتكراره أمر مشروع ولا يدل على اعترض على حكم الله؛ إذ حكم الله لم يقع بعد.
وفي الختام: أكثري من الدعاء أن يرزقك الله الزوج الصالح وأن ييسر أمر هذا الشاب لك إن كان فيه خير، واستمري على ذلك حتى يحسم الأمر، فإن حسم فهنا يبدأ الرضا والتسليم والإيمان بأن ما قضاه الله هو الخير قطعا.
نسأل الله أن ييسر أمرك وأن يرزقك الزوج الصالح، والله الموفق.