السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجت قبل شهر ونصف، وبعدها سافرت لقلة أيام إجازتي، قررت أن أرجع وأكمل بقية الأوراق الرسمية لزوجتي لأجل الفيزا والعيش معي في أوروبا، إلا أني تفاجأت برفض أهلها بفكرة الدخلة عند رجوعي لها، وطلبوا منها أن تناقشني في الموضوع ظنا منهم أن الدخلة سوف تأخر معاملات التأشيرة وما إلى ذلك.
حاولت أن أشرح لها أن هناك موانع الحمل إذا كانت خائفة من حدوث حمل، وأن هذه الأمور بيد الله وحده.
شعرت أنني لست مرغوبا عندها وأن هناك شيئا آخر في الموضوع، لذلك أخاف أن تتغير علي عند وصولها لأوروبا نظرا لكثرة حدوث هذه الأمور عند وصول الزوجات، ماذا يقول الإسلام في هذا؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يهدي زوجتك وأهلها إلى ما فيه الخير، وأن يلهمهم جميعا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
وكم تمنينا ألا يتدخل الأهل في هذه المسألة، وألا يشوشوا على الفتاة في أيام عرسها وزواجها الأولى، وننصحك بأن تتجاوز هذا الموقف، وتجتهد في فهم الأسباب الحقيقية والفعلية، ونحن لا نستطيع أن نبين وجهة النظر حتى نعرف المخاوف التي دفعتهم لمثل هذا، فهل يا ترى هناك خبرات سالبة؟ هل اعتادوا أن من الشباب من يدخل على الفتاة ثم بعد ذلك يسافر ويهملها، وهم يخافوا من مثل هذه النماذج أن تتكرر؟ هل فكروا في أنك لو أكملت مراسيم الزواج بأنك ستزهد في أخذها إلى تلك البلاد وتتركها طويلا هنا؟
هي أمور نحتاج أن نعرفها ونعرف الطريقة التي يفكر بها هؤلاء، وقطعا من ناحية شرعية لا يصلح ما قاموا به، ولا يمكن أن يقبل مثل هذا التدخل، ولن يكون هذا في مصلحة هذه الأسرة، ولكن نحن نؤمل من أمثالك من الرجال الخير الكثير، أن يكونوا أكبر من هذه المواقف التي فيها تدخلات واضحة من الأهل، وليتها كانت تدخلات إيجابية فيها المصلحة وفيها النفع.
ولذلك نتمنى أن تدير هذا الأمر بمنتهى الحكمة، ونسعد جدا إذا سمعنا تفاصيل، وسمعنا وجهة نظر الفتاة بعد أن ناقشتها: ماذا عندها؟ ماذا تريد أن تقول؟ ما هي الأمور التي تخاف منها؟ حتى نعينكم على تجاوز هذه الصعاب.
وشجع الفتاة أيضا في أن تكتب إلى موقعكم، لتجد الإجابة من الخبراء أو من الخبيرات، وتسمع النصائح في مثل هذه الأمور. ونتمنى من كل أب وأم وأسرة وأهل للزوج أو للزوجة أن يكون تدخلهم إيجابيا، وأن يكون تدخلهم نصحا فيما يرضي الله تبارك وتعالى، أما التدخل السلبي الذي يدل على سيطرة على الفتاة أو على الفتى أو تدخل حتى في هذه الخصوصيات، فإن هذا لن يكون في مصلحة الأسرة الوليدة.
نسأل الله أن يقدر لك الخير، ولا شك أن الذي بينك وبين الزوجة أكبر من مثل هذه المواقف التي قد لا تلام عليها الزوجة لأنها بفعل أهلها، وإن كان من لوم فهي لاستماعها لتوجيهاتهم، ومع ذلك فقد يصعب على بعض البنات أن تخالف أسرتها وأهلها؛ وعليه أرجو أن تبذل القناعات السليمة مع زوجتك، فأنت متزوج من الفتاة، وغدا ستكون معك وتكون معها، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.
وإذا كان هناك مخاوف تترتب على هذا الموقف فمن حق كل إنسان أن يتخذ بعض الاحتياطات في مثل هذه المواقف، فإنه لا ضرر ولا ضرار.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق، ونسعد جدا بمتابعة تطورات هذه القضية، وخاصة الدوافع التي دفعت الأسرة إلى اتخاذ مثل هذا القرار، ونسأل الله أن يكتب لكم السعادة والاستقرار.