الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهل مخطوبتي يرفضون رد الشبكة بعد فسخ الخطبة، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا كنت خاطبًا لفتاة وتركتها؛ لأنها لا تصلي، وذلك بعد صبري عليها لعلها تستقيم، لكني كنت متأذيًا من الاستمرار في العلاقة، وهي لا تصلي، فضلًا عن أنها تكذبني أمام والدها، فقررت تركها وفسخ الخطبة من جانبي، فقالوا: سنعيد لكم الشبكة والموبايل، ولكنهم لم يصدقوا القول، وقالوا: ليس لكم لدينا أي شيء، وبعثت لهم بعض الناس وذلك لمحاولة استرداد الشبكة، ولم تسفر محاولاتي إلا بالرفض، وقالوا إنهم سيتبرعون بمبلغ الشبكة لأي مسجد، فتحسبت عليهم وقلت: -حسبي الله ونعم الوكيل-، ولن أسامحكم في حقي الذي أخذتموه بغير وجه حق.

أنا الآن حائر: هل أقدم دعوى لطلب واسترداد الشبكة بالقانون، ولكن أبي وأمي يخشيان حدوث المشاكل، إذا رفعت دعوى استرداد الشبكة على أهل خطيبتي، ويقولان: حقنا عند الله، ويكتفيان بقول: -حسبي الله ونعم الوكيل-!

أنا في حيرة من أمري، وأريد رفع دعوى لاسترداد حقي، ولكن رفض أهلي يعوقني، فماذا أفعل؟

وجزاكم الله خيرًا. وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك –أخانا الفاضل– في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يرزقك برَّ والديك، وخيرٌ للإنسان أن يخرج من هذه الدنيا مظلومًا لا ظالمًا، فالخوف على الظالم وليس على المظلوم، واحمد الله تبارك وتعالى الذي أخرجك من هذه الورطة، فالارتباط بفتاة لا تصلي، وأهلها يمارسون هذا الظلم جهارًا نهارًا سيكون كارثة بالنسبة لك، فاحمد الله الذي أخرجك، واحرص على إرضاء والديك.

وقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل" مدمّرة لكلِّ ظالمٍ، والخوف كما قلنا على الظالم وليس على المظلوم، قال ابن عباس: "دعوتان أرجو إحداهما وأخاف الأخرى: أمّا التي أرجوها، فدعوة إنسان مظلومٌ نصرته، ووقفت معه، وأمَّا التي أخافها: فدعوة إنسان ظلمته"، فالخوف عليهم لا عليك، ونسأل الله أن يُعينك على تجاوز هذه الصعاب.

ونحن نميل إلى موافقة الوالدين في تجنُّب الاحتكاك بهؤلاء الناس، ورفع الأمر إلى العظيم الذي لا تخفى عليه خافية، وسيجدون الوبال والخُسران في الدنيا والآخرة مقابل ظلمهم، ونسأل الله أن يُعينك على طي تلك الصفحات، والإقبال على حياةٍ جديدةٍ بأملٍ جديدٍ وبثقةٍ في ربِّنا المجيد.

نسأل الله أن يعوضك خيرًا، ونؤكد لك أن الخير كل الخير في برِّ الوالدين، والسعي في إرضائهم، والميل إلى الاختيار الذي ذهبوا إليه، ولا شك أن الوالد والوالدة أكثر خبرة وأكثر حكمة، وأنت عليك أن تقصد بهذا العمل وجه الله تبارك وتعالى، فنفِّذ ما يرغب فيه الوالد وترغب فيه الوالدة، ونبشّرُك أنك إلى خيرٍ وفي خير.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات