السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهز
ارتكتب ذنبا في العالم الافتراضي، ذنبا ليس ملموسا، منذ سنتين، تبت منه وتجاوزته وأغلقت كل المنافذ منذ سنتين، لكن بمجرد أن يسكن الليل ويحين وقت الخلود إلى النوم، تستحوذ علي الهواجس والخوف وأنام بصعوبة.
هل من نصيحة؟ جزاكم الله عني خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ درة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك.
بخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه أقول: بداية -أختي الفاضلة- أحمد الله تعالى لك على هذه النفس المؤمنة التي تتألم على وقوعها في الذنب والمعصية، وما أعطاك الله هذه النفس إلا رحمة بك ومحبة لك، وتوجع القلب من الوقوع في المعصية دليل على حياة القلب، فهذا من نعم الله عليك وفضله.
• ثم أختي الفاضلة ليس هناك أحد معصوم من الخطأ والزلل، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم) رواه مسلم.
• فإذا كان العبد سريع التوبة إلى الله والاستغفار له متى وقعت منه معصية أو خطيئة، فليبشر بقول الله تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون).
• الله مع العبد متى كان العبد صادقا مع ربه، ومتى تاب إلى ربه وأناب، وقد أخبر الله عز وجل عن سعة رحمته ومغفرته لعباده مهما وقع منهم من الذنوب أو المعاصي فقال: (ورحمتي وسعت كل شيء)، وقال: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم). فهذا عظيم فضل الله ورحمته بعباده.
• أنصحك أختي بقراءة الآيات والأحاديث التي تتحدث عن عفو الله ومغفرة الله وعظيم رحمة الله، وقراءة قصص التائبين خاصة قبل النوم، ومن هذه الكتب كتاب "العائدون إلى الله"، وكتاب "التوابين" لابن قدامة، وكتاب "رياض الصالحين".
• أختي الفاضلة الشيطان حريص على غواية الإنسان، وعليه فأنت الآن في معركة حقيقية مع الشيطان؛ وإن أكبر ما يحرص عليه الشيطان هو أن يوقع العبد في اليأس من رحمة الله؛ لأنه بعد ذلك يكون أسيرا للشيطان يعبث به كما يشاء.
• أختي الفاضلة أنصحك بالإكثار من الصدقات ولو بالقليل، ومن دعاء الله عز وجل، والاستعانة به تبارك وتعالى.
أسال الله أن يغفر لك، وأن يتقبل توبتك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.