أحب العلم وأعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه، فما نصيحتكم؟

0 45

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياتي بدأت قبل ثلاث سنوات بعد أن عرفت غايتي من الحياة، وهي عبادة الله والسمو بنفسي بالعلم النافع وبالفعل.

بدأت طريقي واجتهدت ومازلت، ولكنني كنت أعاني منذ طفولتي من النسيان والتشتت وعدم القدرة على فعل شيء لا يستهويني، وكنت أظنه كسلا محضا، وكان يعيق سيري في التعليم، لا سيما مقارنة مع أقراني ممن يطلبون العلم والثقافة، مع أنني أفعل مثلما يفعلون، وأحصل على أدنى النتائج من الفهم والحفظ، لكن -الحمد لله- لم يؤثر ذلك علي، وأكملت طلب العلم، وإن كنت لا أستحضر جله، وأقلب كثيرا بين العلماء والعلوم بعضهم ببعض، وأعاني بتبويب المعلومات وترتيبها في ذهني.

لا يمكنني تثبيت معلومة، فهي تهيم وحدها في ذهني دون عنوان رئيسي، أو خانة تندرج تحتها، فأعاني عند استرجاعها وقت الحاجة، ولم أكن أعلم سبب ذلك، لاسيما أني أعرف بالذكاء، وليس لدي نقص في ملكة الحفظ ذاتها، وكان هذا يؤثر على تقديري لذاتي، ولطالما شككت بقدراتي وجدوى دراستي وطلب العلم.

تم تشخيصي باضطراب adhd، وهو اضطراب مزمن يعلل ما ذكرت ووصفت لكم، وصفت الأخصائية مكملا غذائيا omega 3 مع العلاج السلوكي، ولم تقترح علي العلاج الدوائي حتى الآن.

سؤالي هو: ما هو الطريق الأمثل لمثل حالتي في طلب العلم والاستفادة منه وتثبيته ونفع الناس به ولنفسي أولا؟

أيضا عندي مشكلة حقيقة، وهي من أعراض هذا الاضطراب، وهي صعوبة استيعاب الشيء الذي لا يستهويني من العلوم، فكيف أفعل وأجبر نفسي على تعلمها وتثبيتها؟

جزاكم الله خيرا

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -بنيتي- عبر موقع إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، نعم واضح من سؤالك وكما شخص عندك في الماضي أنك تعانين مما يسمى فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، وكما يوضح اسم هذا الاضطراب النفسي، فهناك شقان، فرط الحركة أي زيادة الحركة، حيث يجد الإنسان المصاب صعوبة بالاستقرار والهدوء في مكان، فنجده يتنقل وخاصة في مرحلة الطفولة، أما في مثل سنك، فالعادة أن يخف هذا العرض، ولكن الشق الثاني هو تشتت الانتباه، حيث يصعب على المصاب التركيز واستحضار الذهن لأكثر من عدة دقائق قليلة جدا، بحيث أن ذهنه يتشتت بين كل ما يمكن أن يجذب انتباهه في البيئة من حوله، لذلك يجد صعوبة في الحفظ والتذكر من بعد.

منذ عقدين من الزمن كان هذا الاضطراب يشخص فقط عند الأطفال، ولكن في السنوات الأخيرة أصبحنا نجده يمتد مع العمر، حتى الآن أصبحنا نشخصه عند من هو في عمرك أنت، وهذا الاضطراب لا بد فيه من العلاج الدوائي الذي يمكن أن يخفف سرعة التنبيهات الكهربائية الدماغية الصادرة من الدماغ، طبعا فرط الحركة وتشتت الانتباه ليست تحت سيطرة الإنسان، حيث إن الدماغ يصدر أوامر وكهرباء أكثر من المطلوب، لذلك ننصح عادة بالعلاج الدوائي ليخفف سرعة إصدار هذه الأوامر، مما يعين الشخص على الاستقرار وعلى تركيز الانتباه.

طبعا هذا الدواء ليس مدى الحياة، فكثير من الناس يمكن أن ينمو ويتجاوز هذه الأعراض، وهو فقط أثناء الدراسة أو أيام الدراسة، بينما نوقفه في عطلة نهاية الأسبوع، وفي الإجازات الصيفية، فإذا الفكرة باختصار هي فقط أن يأخذ المصاب الدواء في الأيام التي عنده دوام، كحالتك فالأيام التي عندك فيها دوام في الجامعة تأخذينه بينما توقفيه في عطلة نهاية الأسبوع، وستلاحظين -بإذن الله تعالى- فرقا كبيرا في قدرتك على التركيز والانتباه؛ مما يساعدك على تخفيف كل الأعراض التي وردت في سؤالك، أدعوك أن تعودي إلى الطبيب أو الطبيبة الذين شخصوا ADHD، وتطلبي منهم العلاج الدوائي المخصص لفرط الحركة وتشتت الانتباه.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية والتفوق.

مواد ذات صلة

الاستشارات