أكاد أجن من الغيرة بسبب عمل زوجتي!

0 3

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

كتبت الكتاب على فتاة تعمل ممرضة في المستشفى، وتم التحرش بها لفظيا من قبل شخص، وشخصيتها قوية لم تسكت لهذا الذي تحرش بها وأخرسته.

أخبرتني بهذا القصة، فجن جنوني غيرة؛ لأنها ما زالت تعمل في ذلك المكان، وما زال هذا الشخص موجودا، ولكنها تقول إنها أوعى وأحرص أكثر، وعمرها 24 سنة، إلا أني لا أرضى بعملها هذا الآن، وأصبحت أضايقها كثيرا بتنبيهاتي وتحذيراتي بعدم الكلام مع هذا الشخص، إلا في الرسميات وضروريات العمل فقط، وقد وقالت إن هذا الشخص يعلم أنها متزوجة الآن ولا يتكلم معها كثيرا حاليا.

أكاد أنفجر من الغيرة، وأنا أعتمد عليها جدا وأثق بها، فهي إنسانة خلوقة جدا، ولكني أغار عليها بشدة، ولا أريدها تسمع كلمة من هنا وهناك، والشيء الوحيد الذي يمنعني من أمري لها بترك هذا العمل -خاصة في هذا المكان- هو أنها سبق أن أجبرت على أخذ قرض ربوي قبل سنتين لإعالة عائلتها، وتحاول سداد هذا الدين، ولذلك أنا أراعي هذا الأمر، وقلت: متى انتقلت إلى بيتي ستتوقفين عن هذا العمل، فوافقت بهذا الشرط، إلا أني لا أستطيع صبر مدة عام، ويكاد يجن جنوني غيرة، فما العمل؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي غيرتك على عرضك، ونسأل الله أن يحفظنا جميعا، وأن يحفظ أعراضنا وأعراض المسلمين.

سعدنا جدا بهذه الاستشارة التي تدل على خير، وسعدنا لكون الفتاة عاقلة وناضجة وقادرة على حماية نفسها، ورافضة لهذه التجاوزات، ونسأل الله أن يهيأ لها عملا يناسبها، ويهيأ لك أمر الزواج بها حتى تستطيع أن تحولها إلى ربة منزل، تجتهد في رعاية أبنائها، ونسأل الله أن يرزقكم بالأبناء الصالحين والبنات.

وأريد أن أقول: ما ينبغي أن يأخذ الأمر أكبر من حجمه، وأنت تشكر على غيرتك، وهي ينبغي أن تحافظ على نفسها وتتخذ من الاحتياطات ما يعينها على ذلك، وأهم الاحتياطات: أن تهتم بحجابها وسترها، وتجتهد في البعد عن الرجل المذكور وعن غيره؛ فإن وجود المرأة مع الرجال ينبغي أن يصحبه احتياطات كبيرة تأخذها الفتاة في كلامها وفي تعاملاتها، وفي أماكن وجودها، فلا تزاحم الرجال في أماكنهم، ولا تحاول التوسع معهم في الكلام، وعلينا أن نعلم أن المرأة المحجبة المؤدبة يبتعد عنها الرجال ويحترمها الرجال.

فإذا كانت الزوجة -ولله الحمد- بالمواصفات المذكورة؛ فأرجو ألا تأخذ الغيرة عندك أكبر من حجمها، ونسأل الله أن يعينها على الخروج من الربا، والخروج مما هي فيه، حتى تعود بعد ذلك إلى ما اتفقتم عليه.

حتى يحصل ذلك أرجو أن تساعدها بالدعاء، وأرجو أن تكون التوجيهات رشيدة، وأرجو أن توفر لها الاهتمام والعناية عندما تكون معها، فهذه الأمور عاصمة لها بعد توفيق وحفظ الله تبارك وتعالى.

وعليه أرجو أن لا تعكر على نفسك وعليها بالغيرة الزائدة، فإن الغيرة منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم، والمذموم ما كان في ريبة، فإن رأيت ريبة أو تقصيرا فهذا أمر آخر، أما إذا كان الأمر في الماضي وكان موقفها فيه جميلا وثابتا، وأنت ترى فيها قوة الشخصية والخير؛ فلا خوف عليها ولا منها، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يزيدها تدينا وحرصا، وأن يزيدك حرصا وخيرا، وأن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به.

مواد ذات صلة

الاستشارات