السؤال
السلام عليكم
تزوجت وأنا بعمر 14 سنة، وأنجبت بعدها طفلين، وطلقت بشكل مأساوي، وكنت بأمريكا وحدي بدون أهل، وبعدها خطبت، وأول مرة في حياتي أحسست بحب الدنيا، ولكن فرحتي ما تمت، فبعد شهرين فسخت خطبتي، وخطب خاطبي بعدها بأسبوعين.
الدنيا اسودت بعيني، لأني أحببته، وما زلت، وبعدها خسرت بيتي، وبعدها خسرت أولادي، صرت غير قادرة أن أستوعب بأن هذه هي حياتي، وكأنه كابوس مرعب.
كل يوم أفتح عيوني وأنا أدعي أنه حلم، وكل مرة أدعو الله من قلبي ويحصل عكس ذلك تماما، وكأن الدنيا كلها ضدي، صرت غير قادرة أن أتخلص من مشاعري، على الرغم من أنها مرت سنة منذ فسخت الخطبة.
إن خسارتي لأولادي وبيتي كسرتني وأضعفتني أكثر، مع أني عفيفة النفس، وأدعو من قلبي، ووصلت إلى مرحلة أني أحس نفسي في صندوق كله سواد في سواد، وأسمع أصواتا، وكأن الذين من حولي خيال فقط، فالخسارات دمرتني، وعدم الاستقرار الذي عشته، والأذى الذي تعرضت له.
هل يعقل كل هذا؟ لماذا أنا لا أستحق أن أكون سعيدة، بدأت أكره كل شيء، ولكني أظهر العكس، وهذا شيء متعب لي، فلقد تعبت من دور البنت القوية، وصرت لا أتقبل أن أحدا سيسليني، لأني في الوقت الذي احتجت فيه لأحد يربت علي ما وجدت أحدا.
بكيت كثيرا وتعذبت، حتى حين فرحت فرحتي ما تمت، أنا فرحتي يتيمة، وأخسر الكثير، وقد مضت ست سنين عناء، ومنتظرة لحظة الشعور بالفرح والسرور.
لقد عشت أشياء أكبر مني، ولا أشعر أني عشت طفولتي، لدي أحاسيس تقتل، وليس عندي أحد من الناس آنس به.
صرت أصلي وأدعو لتخطي مرحلة الحزن، ففي النهار أكون إنسانا طبيعيا، أروح وأجيء وأضحك، وآخر الليل تهزمني مشاعري، تهزمني الدنيا، تعبت من كل شيء، حتى من نفسي تعبت.
أرجو أن تساعدوني لأخرج من هذا الكابوس الذي أنا فيه، فأنا متفائلة، ولكن دائما أصدم، وأحس أني ليس لدي نصيب من السعادة.