كيف أتخلص من آثار الذنب الذي تبت منه؟

0 3

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

دخلت في علاقة مع رجل ولكنها لم تصل للفاحشة -عياذا بالله-، وبعد ذلك مرضت نفسيا بسبب وسواس الحمل، الذي تطور ليشمل وساوس ورغبة ملحة في قتل هذا الرجل.

الآن أنا في عذاب نفسي لا يطاق منذ شهرين، وكلما حاولت الابتعاد عن الرغبة في القتل -لأنني لا أريد ارتكاب ذلك الفعل- تتسلط علي هذه الرغبة، ويصيبني فزع، وتنميل شديد في أطرافي، وأجهش بالبكاء، وأنا نادمة ندما شديدا على هذه العلاقة، وأريد الخروج من هذه الأزمة النفسية، فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينة .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: نسأل الله تعالى أن يتوب عليك ويغفر لك ذنبك.

وثانيا: نحمد الله سبحانه وتعالى أن عصمك من الوقوع في الزنا، فإنه أفحش الفواحش وأسوأ طريق يسلكه الإنسان في حياته، قد وصفه الله تعالى بأسوأ سبيل أو ساء سبيلا، وتوعد صاحبه بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة، وما وقعت فيه من الذنب -أيتها البنت العزيزة- تمحوه التوبة، والإقبال على الله سبحانه وتعالى بفعل العمل الصالح، فإن الحسنات يذهبن السيئات، والرسول ﷺ يقول: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

وإذا تاب الإنسان المسلم وصدق في توبته وأحسن العمل، فإن الله تعالى وعده بأن يحول سيئاته إلى حسنات، والحمل لا يمكن أن يحصل دون أن يلتقي ماء الرجل بماء الأنثى في الرحم كما هو معلوم، فلا داعي للقلق والهم بهذا السبب، وينبغي لك أن تتوجهي نحو الشيء النافع، فقد قال الرسول ﷺ: (احرص على ما ينفعك)، والذي نفعك الآن هو التوبة، والتوبة تعني الندم على فعل هذا الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع الإقلاع عنه، فإذا فعلت هذا فإن هذه التوبة تمحو ما كان قبلها من الإثم.

وأما أن يجرك الشيطان إلى إثم أعظم من هذا، وجريمة أكبر وهي الوقوع في القتل، فإن هذا بلا شك استدراج كبير من الشيطان، ومحاولة لجرك إلى شقاء الدنيا وشقاء الآخرة، فإن قتل النفس من أعظم الجرائم التي يمكن أن يأتيها الإنسان، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)، وقال سبحانه وتعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما).

هذه العقوبة حاصلة في الآخرة لمن يقتل نفسا بغير حق، مع عقوبته في الدنيا أيضا، فهو معرض لعقوبات شديدة تفسد عليه حياته، والواجب عليك أن تحذري كل الحذر من تلك الوساوس، وأن تعلمي تمام العلم بأن الشيطان يحاول أن يجرك من خلالها إلى خسارة الدنيا والآخرة.

نسأل الله تعالى أن يوفقك للخير، وأن يصرف عنك كل سوء ومكروه.

مواد ذات صلة

الاستشارات