أصبت بالاكتئاب مما يحدث حولي من جرائم وخيانات!

0 1

السؤال

السلام عليكم

أنا شخص يتعب جدا نفسيا، وأشعر باكتئاب شديد كلما أسمع عن الجرائم التي تحدث هذه الأيام من خيانة زوجية، وقتل، وظلم.

لم أعد قادرا على التعامل مع الحياة، وأشعر أنني لا أستطيع العيش في هذا العالم، نفسيتي أصبحت سيئة جدا، ولا أعرف كيف أتصرف! أحيانا أرى أحداثا مثل هذه في أماكن قريبة مني، ولا أستطيع استيعاب هذا العالم!

المشكلة هي أنه عندما أسمع عن موضوع من هذه الموضوعات، لا إراديا أضع نفسي مكان الضحية، سواء كان ضحية ظلم، أو خيانة، فأكتئب أكثر، وأشعر أنني لم أعد أستطيع العيش، ولا أرغب في العيش في هذه الحياة القاسية.

لا أعرف كيف أصبح الناس هكذا، وكيف لا يخافون من الله وهم يفعلون هذه الأمور! حقا لم أعد أتحمل، وأرغب في أن تخبروني كيف أتعامل مع هذا الواقع الصعب؟ وكيف أعيش حياتي براحة وأنا أرى قسوة العالم؟

أنا مخنوق جدا، وأرجو أن أجد أحدا يخرجني مما أنا فيه.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات اسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويحفظك من كل شر.

أولا – أيها الفاضل الكريم – نشكرك على غيرتك على الدين وعلى الأخلاق الفاضلة؛ فهذه حقا من صفات المؤمنين، أن يغضب الشخص إذا انتهكت حرمات الله، ولا شك أنه غضب محمود.

ثانيا: نذكرك بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)، فهذا الحديث يدل على وجوب إنكار المنكر، بحسب القدرة عليه.

فالمنكرات أصبحت كثيرة كما ذكرت، وليكن التعامل معها بحسب ما أرشدنا إليه نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق، وهذا كله يعتبر من علامات آخر الزمان، وفي رواية للترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر)، فهذا يعني أن الأمر حتمي، ولا بد أن يحدث، هذا الذي يضايقك ويحزنك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينطق عن الهوى.

فما يحدث لا شك أنه امتحان للمسلم القابض على دينه، فتعامل مع الأحداث بأنها اختبارات وابتلاءات، ولا بد من الصبر عليها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، فاعمل ما تستطيع عمله، ولا تضع نفسك مكان الضحية؛ فهذا حتما سيزيد من حزنك، فأنت لست الذي قام بارتكاب الجريمة، فهذا حسابه عند ربه، والمظلوم سينصره الله تعالى عاجلا أم آجلا، فما عليك إلا أن تدعو له بالنصر، بدل أن تضع نفسك مكانه، والدعاء – أيها الأخ الكريم – سلاح المؤمن، فأكثر منه حتى تشعر بالطمأنينة، ونسأل الله تعالى أن يحفظك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ أهلك، وعشيرتك من كل شر.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات