زوجتي لا تتحمل مسؤولية أي شيء بالبيت أو بالحياة.

0 41

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوج منذ عشر سنوات، وعندي طفل، ومشكلتي تبدأ من زوجتي التي أحبها، لكنها لا تتحمل مسؤولية أي شيء بالبيت أو بالحياة الزوجية، وتحب الخروج كثيرا، والطعام تحب أن يكون دائما جاهزا، ونظافة البيت حدث ولا حرج، علما بأن كل نقص منها أنا أسده عنها، بتنظيف البيت ورعاية الطفل، وهذا بعد شجارات طويلة، ونصائح دينية واجتماعية كثيرة.

أنا دائما لا أحب الشجارات، ولا الصراخ، وهي تعشق المشاكل والصراخ، لذلك اكتفيت بأن أعمل كل شيء لوحدي، حتى وصل الحد بأنها تريد هي العمل مثلي، وسمحت لها بنية تطوير الذات.

حاليا أعاني من مشاكل جديدة بعد عملها وبأنها تساعد في الإنفاق على البيت، وأصبحت تولول لي دائما، وتشكو من صعوبة عملها، علما بأني أجالسها، لكن لا جدوى.

ما الحل؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يجزيك خير الجزاء على الاجتهاد في مساعدة زوجتك والصبر عليها، فالبيت بيتك وأنت قبطانه، وأحيانا يتحمل الإنسان بعض الضغوطات من أجل سلامة بيته، ولكن نحب أن نناصحك:

أولا: القوامة في البيت للرجل، وهي حق خالص له، ومعنى القوامة: القيام على الشيء رعاية وحماية وإصلاحا، أما كونها حق خالص له، فقد قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) [النساء: 34].

نلحظ هنا أن القوامة بنيت على سببين:
الأول: وهبي.
والثاني: كسبي.

أشار الله إلى الأول منهما بقوله سبحانه: (بما فضل الله بعضهم على بعض) أي بتفضيل الله جنس الرجال على جنس النساء، فليس بالضرورة أن يكون كل رجل أفضل من كل امرأة.

أما السبب الثاني، وهو الكسبي، فتلحظه في قول الله تعالى: (وبما أنفقوا من أموالهم)، وهو ما يتطلبه البيت قبل الزواج وبعده من النفقة الواجبة على الرجل.

عليه فإنك شرعا مكلف بالنفقة، سواء عملت المرأة أم لم تعمل، وأنت وحدك صاحب القرار والفصل في ذهابها للعمل من عدمه، فانظر -يرعاك الله- إلى ما يصلح بيتك فاعمد إليه، ونرجو أن تفكر بجدية في موضوع عملها، خاصة مع ما ذكرت من إهمال في بيتها.

ثانيا: قد ذكرت أن الزوجة كسولة في البيت، وهذا موجود في بعض النساء، وطريقة التعامل مع هذه الظاهرة تحتاج إلى ثلاثة أمور:

1- مراعاة قدراتها البدنية، فإن كانت مريضة أو شيئا من هذا القبيل عذرتها.
2- مراعاة كبر البيت وحجم العمل.
3- مراعاة طريقة النصح.

هذه الثلاثة يجب أن تكون حاضرة عند معالجة هذه الظاهرة.

استخدم معها -أخي- الأسلوب الحسن، واعلم بأن أكثر ما يلين قلب المرأة: الإحسان إليها، فإذا اعتادت منك على الإحسان والتقدير فإنها ستجتهد في فعل ما يرضيك، ولو أدى ذلك إلى تعبها.

ثالثا: إن استنفذت كل الوسائل، وكانت زوجتك -كما ذكرت- تعشق المشاكل، وإن كنا لا نوافق على هذا المسمى، فليس هناك أحد يريد الإضرار بنفسه وبيته، ولكن كل طرف ينظر من خلال زاويته، فإننا ننصحك إن احتدم الجدال ولم تجد منفذا، أن تتحدث مع والدتها إن كانت موجودة، فهي أقرب الناس لها، وأعرف الناس بها، ولعلها تجد وسيلة لتعديل وتهذيب سلوكها.

رابعا: أخي الكريم: نود منك أن تجلس مع زوجتك، وأن تتحدث معها عن ما تراه من سلبيات، فأحيانا نضخم نحن أخطاء غيرنا وننسى أخطاءنا، وربما المرأة تعيب عليك أشياء بعضها موجود ويحتاج إلى تعديل، وبعضها فهمته على غير مراده، فإن تحدثت معك فربما أخبرتك، وربما كان في ذلك الخير لكما.

خامسا: للجانب التديني دور هام في إرساء السكينة في البيت، فانظر -يرعاك الله- في هذا الأمر، وتفقد تدينك وتدين زوجتك وأولادك، تفقد القرآن في بيتك ودوره فيه، تفقد الأذكار التي تحفظك وتحفظ بيتك وتحصنه، فإن كان من خلل فاجتهد أن تصلح هذا الخلل بالهدوء والصبر، واجتهد أن تقرأ سورة البقرة يوميا في بيتك أو على الأقل الاستماع لها عبر المذياع، فإن هذا من التحصين الواجب.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظها لك، وأن يصرف الشيطان من بيتكما، إنه جواد كريم.

مواد ذات صلة

الاستشارات