السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة جامعية، أحببت زميلا لي بالسر، وتعلقت به بشدة، لدرجة أنني أصبحت أحب الذهاب إلى الجامعة رغم المشاق والمسافة الكبيرة بين الجامعة وبيتي، لكنني أحببت أي شيء له علاقة به، وللأمانة كان يبادلني النظرات، لكن لا أعلم طبيعة شعوره.
عندما أتت العطلة بين الفصلين كنت أعد الأيام والدقائق لرؤيته، وعند أول يوم في الفصل الجديد اكتشفت أنه تخرج في الفصل الماضي، حاولت أن أنساه، ولكن لم أستطع أبدا تخطي عدم رؤيتي له مجددا.
أرجو النصيحة، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يعمر قلبك بحبه، وحب من يحبه، وحب العمل الذي يقرب إلى حبه، وحب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فإن من يشغل نفسه ويعمر قلبه بحب الله تبارك وتعالى؛ سيجد العلاج من كل هذه الإشكالات.
ولعل الله أراد بك خيرا عندما أخرج هذا الشاب بهذه الطريقة المذكورة من حياتك، خاصة إذا علمنا أن كثيرا من بناتنا تظن أن مجرد النظر من الشاب إليها معنى ذلك أنه يبادلها الحب، فالفتاة في مشاعرها صادقة، لكن الأمر عند الشباب وعند الرجال يختلف، وهذا الشاب ربما يكون لديه امرأة أخرى في حياته، أو ربما زوجه أهله، فلا تشغلي نفسك بهذا الأمر.
وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لك الخير، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ولذلك أرجو أن تتوقفي عن الجري وراء السراب، واجتهدي دائما في الاشتغال بربك ثم بدراستك، وعمري قلبك بما يرضي الله، وبحب الله ومراقبته سبحانه وتعالى، واعلمي أن هذه الآلام التي تجدينها أخف وأهون بكثير من استمرار هذا الوهم، والبحث عن الشاب المذكور، ولذلك أرجو طي هذه الصفحات، والتخلص من كل ما يذكرك به، والإنسان لا يعرف أين الخير أحيانا، وقد قال ربنا: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).
نحن نرى أن الذي حصل فيه خير، وستستطيعين تخطي هذه المرحلة وتجاوزها إذا علمت أن هذا القلب غال، وأنه ينبغي أن لا يشغل بغير الله تبارك وتعالى، وتوحيده ومراقبته.
أيضا إذا علمت أن هذا الشاب ربما لا يبادلك المشاعر، وكانت نظراته مجرد نظرات إعجاب.
وإذا علمت أن هذا الشاب ربما استأنف حياته، ومضى في حياته، ولذلك نتمنى أن تتوقفي عن مثل هذا الجري وراء السراب مع الشاب المذكور أو مع غيره، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ومن لم يشغل نفسه بالحق والخير شغلته نفسه بغيره، فاشغلي نفسك بالحق، والأمور الجادة، وما يقرب إلى الله تبارك وتعالى، والهوايات النافعة.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.