الإحباط والخجل وتشتت الذهن

0 356

السؤال

بين الحيرة والتردد، أكتب إلى موقعكم، مؤملة أن أجد عندكم مرادي، دون أن أثقل عليكم، وجزاكم الله عنا كل خير.

أعاني من مشكلة حلها بيدي، وفي نفس الوقت بعيدة المنال، يتبدد كلما حاولت تطبيقه.

مررت خلال سنوات من عمري، بالخجل والخوف من الفشل، والوسواس القهري، والاكتئاب والأرق والخوف، وعالجتها بمساعدة أهلي وإصراري، والحمد لله.

المشكلة لا تكمن في وجودي بهذه المراحل، أو معاودتها إياي، لأني تخلصت من أغلبها، ولكني الآن وأنا طالبة في السنة الأخيرة من الحقوق، وبطبعي الطموح، وخيالي الواسع، أجد نفسي باردة ومحبطة وخائفة من العودة إلى الكتب، لأني أنسى كل ما أقرأ، ولا أحتفظ إلا بالفكرة التي أفهمها، وبصعوبة؛ لكون ذاكرتي مشتتة بكثرة التفكير والتوهان، أحس بالحسرة على الماضي، وأفتقد الثقة بنفسي.

أقف في مساحة فارغة من حياتى، أود أن انطلق منها بشكل صحيح وبدون قيود، وأن أفهم المادة وأتمكن منها، بدون قيود نفسية.

أدرس المادة بلغة أجنبية، وأظن أنني لهذا السبب لا أفهم بشكل واضح، رغم أن هذا بحد ذاته ليس مبررا.

لا أشعر بالاستقرار النفسي، وأجد أن علي العمل بمجهود مضاعف، لأصل إلى المستوى المطلوب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لطيفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بالفعل لقد قمت بتشخيص حالتك بصورة واضحة جدا، فمنذ الصغر أو منذ سنوات مضت انتابك نوع من الوساوس القهرية والقلق والخوف، وهذا في حد ذاته أدى إلى الانطواء والخوف من الفشل.

أنت -والحمد لله- تتمتعين بقدرات عقلية ومعرفية جيدة، ويمكن استغلالها بصورة أفضل وأمثل، ولكن يعرف أن الإنسان الذي هو قلق بطبيعته تنتابه أو تشتد عليه نوبات القلق في الأوقات التي يكون فيها عرضة لأي نوع من الضغوط، وأنت الآن في المرحلة النهائية أو السنة النهائية في كلية القانون، وبالطبع هذا يشكل نوع من الضغط الذي لا يمكننا أن نتجاهله أو نتغافله، ولكن الذي أريده منك هو أن تنظري لهذا الضغط النفسي النظرة الإيجابية لأنك الآن الحمد لله في السنة الأخيرة، وهذا هو وقت الحصاد ووقت جني الثمار، فأنت قد قضيت كل هذه السنوات لتصلي لليوم الذي تتخرجين فيه، وبجهد بسيط وترتيب الوقت وتفكير إيجابي وثقة في النفس أعتقد أنه لن يكون مستحيلا أبدا أن تتحصلي على درجات عالية.

لا تعتقدي أن هنالك مساحة من الفراغ في حياتك، فحياتك كلها مليئة بأشياء جميلة، ولكن القلق هو الذي جعلك تشعرين بذلك.
إذن: عليك الثقة بالنفس، وسوف تأتي هذه الثقة إن شاء الله تعالى، وحتى نساعدك للوصول لذلك والتخلص من القلق والوساوس أرجو أن تتناولي أحد الأدوية التي يعرف عنها أنها تساعد في مثل هذه الحالات.

الدواء يعرف باسم بروزاك، والجرعة هي 20 مليجرام في اليوم، أرجو أن تتناوليه بهذا المعدل يوميا لمدة ثلاثة أشهر، وسوف تحسين -إن شاء الله- بعد أسبوعين من بداية العلاج أنك قد أصبحت أقل قلقا وخوفا، وقد بدأت الوساوس أيضا في الانتهاء وسوف تشعرين أن التركيز قد أصبح أفضل.

ختاما: أكرر لك ضرورة أن تثقي بنفسك ومقدراتك، وفوق ذلك بالطبع تثقي أن الله معك وهو موفقك بإذن الله.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات