السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
توظفت جديدا في شركتي الحالية بعد انتقالي من شركة أخرى منذ شهر، وخبرتي منذ التخرج لا تتعدى السبعة أشهر، ولكن بتوفيق من الله قد أبليت حسنا، حيث أسند لي مشروع كامل، وأظهر لي صاحب الشركة إعجابه بي، ولظروف طارئة في العمل سيسافر المدير للخارج مدة لا تزيد عن شهر، فأعلمني أنه سيسند إلي الإدارة، وللعلم نحن 7 في الشركة: اثنان في مهمة خارج البلاد، وصاحب الشركة ومديرها سيسافر أيضا، إذن سيبقى ثلاثة سأديرهم، وللعلم أيضا: ليست إدارة مالية، وإنما إدارة الفريق وتنظيم العمل والمتابعة للحضور والانصراف.
المشكلة تكمن في أني لا أستطيع الرفض، وتعرف لماذا؟
فوافقت، لكن الثلاثة المتابعين من خلالي خريجوا نفس السنة، فكيف أتعامل مع هذا الموقف وردة فعلهم حين يعلمون الخبر؟ وللعلم علاقتي بهم في هذه المدة القليلة جميلة جدا.
أفيدوني رحمكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على طاعته وأن يوفقك في عملك، وأن ينفع بك بلاده والعباد.
وأحمد الله الذي وفقك وسددك حتى فرح بك المدير ووثق فيك وكلفك، فكن عند حسن الظن وتجنب الفخر والتعالي والمن، وأقبل التكليف بصدر رحب وتوكل على الرب.
واعلم أن عمر رضي الله عنه كان يبحث عن أمير؛ فقيل له: فلان. فقال: لا حاجة لنا به. ثم قيل له: فلان. فقال: لا حاجة لنا به. ثم قال: إني أريد الرجل الذي إذا كان في القوم وليس أميرهم بدا وكأنه أميرهم، وإذا كان في القوم وهو أميرهم بدا كواحد منهم.
وقد أشار الفاروق في هذه الكلمات إلى صفتين من صفات القائد الناجح الذي ينبغي أن يكون حميما شفيقا خدوما لإخوانه، وهو مع ذلك متواضع يألف ويؤلف.
فاحرص على أداء الأمانة، واحفظ ما تحت يدك، وتلطف مع زملائك وشاورهم في الأمر، وكن حازما في لين، وقرب إليك القوي الأمين.
وإذا كانت علاقتك بهم طيبة فسوف يكونون أعونا لك على كل الخير، فاستعن بالله وتوكل عليه، واعلم أنه لا خاذل لمن وفقه، وأن ما عنده لا ينال إلا بطاعته، فاعمل الخير وانو الخير، وعامل إخوانك بما تحب أن يعاملوك به، وتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وعليك بخاتمة سورة النحل: (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ))[النحل:128].
والله الموفق.