الإعاقة الجسدية وأثرها في تقليل فرص الزواج بالنسبة للمرأة وكيفية التعايش مع ذلك

0 851

السؤال

أنا فتاة معاقة منذ الولادة، وعمري الآن 27 سنة، كلما تمر السنين علي أشعر باليأس والإحباط في نفسي، خائفة من المستقبل، خائفة من الناس.

الناس يؤذوني بتعليقاتهم وبسخريتهم، وصدقوني كم من مرات أتجاهلهم، إلا في حالة واحدة، عندما يقولون جميلة لكن مسكينة!! كرهت هذه الكلمات، فما هو ذنبي إذا خلقني الله عرجاء، أليس لي الحق أن أكون مثل كل هؤلاء البنات، أتزوج وأنجب الأطفال.

لماذا الشباب العربي رغم إيمانه بالله، أناني! أعجبه! يتودد إلي، لكن في الحلال أنا عرجاء! ولا أصلح للزواج، لا أنكر أني أشعر بالغيرة عندما تتزوج صديقاتي، وأحزن عندما أذكر أني كنت لأتزوج لأني جميلة ومهذبة والحمد لله، ولكن إعاقتي تكون دائما السبب، إني خائفة أن يأتي يوم أقنط فيه من رحمة الله.

أحتاج إلى مساعدة شخص أتحدث معه، ينصحني ولا يشفق علي أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يقوي عزيمتك، وأن يربط على قلبك، وأن يحقق أملك في زوج صالح مبارك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك أن الحق تبارك وتعالى خلق كل شيء بقدر، وأنه قدره كله خير، وأنه أرحم بالإنسان من الوالدة بولدها، وأنه ادخر لعباده الصابرين من الأجر العظيم ما يفوق التصور والخيال، وأن عنده منازل عالية للصابرين على البلاء، وكفاهم فضلا وشرفا وعلو منزلة أن قال لهم مولاهم: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))[الزمر:10].

وكما قال العلماء: لو علم أهل البلاء ما أعد الله لهم من الأجر العظيم لتمنوا أنهم لم يروا العافية في يوم من أيام في حياتهم، ولطلبوا المزيد من البلاء طمعا من المزيد في الأجر والعطاء.

ولكن ورغم هذا كله نجد أن هناك من ينغص على أهل البلاء حياتهم، ومن يريد أن يحرمهم حقهم في الحياة وفق ظروفهم، تارة بالغمز أو اللمز، وتارة بالاستخفاف والسخرية، وتارة بحرمانهم من حقهم في العيش كغيرهم مع مراعاة ظروفهم، وهذه مع الأسف الشديد هي ثقافات المجتمعات المتخلفة، وليس أمامنا إلا الصبر الجميل والرضا بقضاء الله وقدره، وأن تعلمي أن ما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، فعليك بالصبر وحسن الظن بالله.

واعلمي -أختي الفاضلة- أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، ورجاء لا تلق بالا لهذه السفاهات واصرفي النظر عنها، واسألي الله أن يرزقك القدرة على المقاومة والثبات على دينه، وأن يمن عليك بزوج صالح يكون عونا لك على طاعته، واعلمي أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، فأكثري منه على قدر استطاعتك.

واعلمي أنه ليس شيء أكرم على الله من الدعاء، فاجتهدي فيه ولا تلتفتي لهذه التفاهات، وأحسني الظن بالله، واعلمي أن الله لا يضيع أهله، فعليك بالطاعة والحرص على مرضاته، واعلمي أنه أرحم بك من والدتك التي ولدتك.

ونحن هنا بالموقع نرحب بك في أي وقت، فاتصلي بنا ولا ترددي، ونحن في انتظارك وتحت أمرك ورهن إشارتك، ولك دعواتنا جميعا بالتوفيق والسداد والثبات على الحق، والزواج المبارك عاجلا غير آجل.

والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات