السؤال
لدي زميلة، وكنا على علاقة صداقة ونقع في بعض التجاوزات -لم تصل حد الفاحشة-، ولم يكن بيننا حب ولا نية زواج، وكنا نفعل ذلك بسرية تامة! لكني الآن مقبل على الزواج، وأخبرتها أن علينا أن نتوقف، وقد وافقت، وأنا أريد التوبة.
هل يجب أن أخبر زوجتي بها؟ علما بأني لا أستطيع قطع التواصل البريء بزميلتي، لظروف خارجة عن سيطرتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hani حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يهديك، وأن يصلحك، وأن يغفر لك ما مضى ويتجاوز عنك.
أخي: ما الذي أقدمت عليه، وما الذي فعلته بنفسك؟ هل تدرك ما تتحدث عنه؟ كيف لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر وأنه غدا معروض على الله، ومحاسب عن كل صغيرة وكبيرة، أن يفعل ما تحدثت عنه، ألا تعلم أن هذا من الزنا، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن: (زنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه)؟ ألا تعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من الحديث حول هذه المضلات من الفتن، وبين أنها من مزالق الشيطان، فقال: (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)؟
أخي: الله عز وجل سترك مرة واثنتين، حتى تعود إليه، لكن أتأمن ألا يغضب الله لتهاونك فتهلك، هل تريد أن ينتقم الله منك لجرأتك على الحرام، كيف لمسلم يقول: لا أستطيع قطع التواصل معها؟! ثم تتوهم أنه سيكون بريئا؟
أخي: احذر فالشيطان يمنيك بما لا تقدر عليه، وإننا نخشى عليك الهلكة، فما رأينا أحدا تهاون في مثل هذه الامور إلا أخذه الله على حين غرة، فبادر بالتوبة، تلك نصيحتنا لك، وهي والله صادقة، واقطع تواصلك مع الفتاة تماما، واحظر رقمها عندك، بل وغير رقم هاتفك، وكل وسيلة تواصل كانت معك، لأن غدا متى ما تزوجت فإن الشيطان لن ينسيك ما كان منها ومنك، سيذكرك بذلك حتى يدفعك إلى ما حرم الله، وساعتها تكون الخسارة الحقيقية في الدين والدنيا والآخرة، فإن رأيت أنك غير قادر على الانقطاع عنها فتزوجها، واترك هذه المسكينة لرجل صالح يعرف قدرها، ويصونها.
أخي الكريم: هذه نصيحتنا لك، وهي خالصة لوجه الله، لا تعرض نفسك لغضب الله، فأنت لا تقوى على ذلك، أما إذا استمعت لنصيحتنا، وقطعت كل تواصل مع الفتاة، فإننا ننصحك ألا تخبر زوجتك بأي معصية وقعت فيها، فقد أخطأت في حق دينك، وقد تبت إلى الله تعالى، فلا تفتح عليك باب شر، ولا تخبرها بما يقلقها ويجعلها في شك دائم منك.
نسأل الله أن يهديك وأن يسترك، وان يعينك على شيطانك، وأن ينصرك عليه، والله الموفق.