السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني عندي مشكلة عسيرة دمرت حياتي.
علي ديون كثيرة سببها القمار على المباريات، والله كنت أعيش بخير، وكان عندي عمل، ومرتاح في حياتي، وقد بدأت القمار للترفيه فقط، ولكن حياتي انقلبت رأسا على عقب، خسرت وظيفتي، وعائلتي، وأصدقائي، مدين من الكل، ولا أستطيع أن أرد لهم دينهم؛ لأنه ليس لدي دخل، وأبحث عن عمل يساعدني على قضاء ديني، وأعيش مع أسرتي.
أصبحت لا أستطيع لقاء أصدقائي وعائلتي، انعزلت عن الكل.
أريد حلا لإنهاء أزمتي، لم أعد أستطيع العيش في هذا الحال، مع العلم أنني توقفت عن القمار، وعزمت أن لا أرجع إليه، عسى الله أن يغفر لي ويرحمني بالخروج من هذه الأزمة.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك.
لا يخفى عليك أن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، واجتهد دائما في أن تصلح ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، واعلم أن للمعاصي شؤمها وثمارها المرة، لكن إذا صدقت في توبتك، وأخلصت في رجوعك إلى الله تبارك وتعالى، وندمت على ما حصل، وعزمت على عدم العود، وتوقفت عن المخالفات؛ فنحن نبشرك ليس بمجرد المغفرة، ولكن نبشرك بقول الله: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}.
ثم بعد ذلك اجتهد في أن تستأنف حياتك من جديد، فلا خير في العزلة، ولا خير في المواقف السلبية، اجتهد في القيام بما عليك، واعلم أن الله يقول: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}، واعلم أن الله يقول: {فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}، فهذا الانعزال عن الناس والتبطل والتعطل لا يفيد في شيء، وديون الناس قضاؤها يكون بأن يجتهد الإنسان فيعمل ثم يسأل الله التوفيق والسداد، يسأل الله تبارك وتعالى أن يعينه.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لنا ولك ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.
واعلم أن المؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، القمار من كبائر الذنوب، ومن الذنوب الخطيرة جدا، والسعيد من يتعظ بما وقع فيه، فيكون ذلك سببا ليتوب لله توبة نصوحا.
نسأل الله أن يعينك على الخير، وأرجو أن تجد في الأخيار وأصحاب الخير والمال من يقف معك في أزمتك، فلا تحجز نفسك، ولا تجلد ذاتك، ولا تعتزل الناس، وإنما عليك أن تبين لهم عذرك بوضوح، ثم تجتهد في القيام بما عليك من الأعمال، واعلم أن الرزق بيد الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يوسع عليك، وأن يعينك على قضاء الديون، وأن يصرف عنك الهموم والغموم.