ظلمني صديقي وأخذ مني مبلغاً مقابل عقد وهمي!

0 6

السؤال

السلام عليكم.

لي صديق يعمل في دولة خليجية، طلبت منه أن يحضر لي عقدا مضمونا، فأخبرني بأن العقد لمدة سنتين يكلف 1200 دينارا، فجمعت المبلغ ممن حولي؛ لأنني لا أملك ذلك المبلغ، وأرسلت له، فلما وصلني العقد كانت مدته سنة واحدة، فطلبت منه إرجاع المبلغ الخاص بالسنة الثانية، فتهرب وقال ليس لي دخل بالموضوع، أنا مجرد وسيط، وعند وصولي اكتشفت بأن هذا العقد أصلا لا يساوي شيئا، ولم يقبل أحد بتوظيفي، وحاليا أنا مديون وواقع في ظلم كبير جدا، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير لك، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر، إنه جواد كريم.

أخي: ما تحدثت عنه هو أمور متداخلة، لا يحسن الحكم فيها إلا بسماع الطرفين، ليس لأننا نكذبك -عياذا بالله-، ولكن لأن كل طرف يحكي ما حدث معه دون أن يعلم مبررات الطرف الآخر، ثم أيضا نحن لا نعلم في الأساس هل هذه (الفيزا) بتلك الكيفية صحيحة شرعا وقانونا أم لا؟ فنحن نجهل كل هذه الأمور، ولذلك لا نستطيع أن نحكم في المسألة، لكن يمكننا أن ننصحك ببعض الأمور:

أولا: البكاء على الماضي موجب لليأس، ومقعد عن العمل، وجالب للكسل، ومحبط للنفس، ولذا أول ما عليك فعله الآن، هو: رفع الشكوى إلى الله عز وجل أولا، ورفع المظلمة إلى من لا يغيب عنه شيء في الأرض ولا في السماء، ورفع المظلمة إلى من وعد بنصرة المظلوم ولو بعد حين، ثم البحث عن عمل بجد واجتهاد، وبذل كل ما تستطيع في سبيل الرزق الحلال، وثق أن الله سيبارك في مالك وإن قل.

ثانيا: نريدك أن تبحث في أصدقاء صاحبك عن من يستحي من ردهم، وفي نفس الوقت يكون متدينا، وأشركه في الأمر حتى يحكم بينكم.

ثالثا: النفس بطبيعتها البشرية تضعف عند البلاء، وتضعف عند الظلم، وهذا ما يصيبها بالعجز، وعندي أن العجز أشد من البلاء، ولذلك اجتهد -أخي- في دفع هذا العجز بالنظر إلى من هم أشد منك حاجة، وأصعب منك حالة؛ فإن النظر إلى مثل هؤلاء يعطيك دفعة للأمام، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم" متفق عليه.

فإذا كنت قد وقع عليك ظلم، فأنت في المقابل حر، وتعمل، وهناك من ظلم وسجن، وهناك من ظلم ومرض، ولم يجد معينا له من أهل أو أولاد، كل هذه أحداث حولنا توجب علينا شكر الله على ما نحن فيه، والعمل على إزالته.

رابعا: نوصيك أن تستشير أهل القانون في بلدك عن تصحيح وضعك، أو بحثك عن مخرج قانوني لا يوجب عليك دفع مبلغ مالي كل فترة، ولعل الله يسخر لك رجلا ناصحا صالحا يعبر بك إلى الخير، وما ذلك على الله بعزيز.

وأخيرا: أكثر من الدعاء، واعلم أن الدعاء سهم صائب، وعبادة مأجور عليها صاحبها، نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يسترك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات