كل يوم عندما أستيقظ أفكر في اختلال الأنية والوساوس!

0 35

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 18 سنة، أصبت باختلال الأنية منذ الصغر نتيجة مشاهدة فلم رعب وقد زال، والآن عاد لي عندما شاهدت قصة شخص يحكي قصة مرعبة، أنا أعاني كل يوم، وكأني منفصل عن جسدي، ولا أعرف هذا العالم، بالإضافة للوساوس مثلا: أين أنا؟ ماذا أفعل هنا؟ وتأتيني وساوس عن الكون، مثلا: لماذا خلقنا هنا؟ من أنا؟ وغيرها من الوساوس.

المشكلة أنني اقتربت من الشفاء ولكن كل يوم عندما أستيقظ أول شيء يفكر فيه عقلي هو اختلال الأنية والوساوس، ماذا أفعل فأنا أعاني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - بني - عبر الشبكة الإسلامية، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم ما وصفته من أنه اختلال الأنية - كما أسميته - والذي هو يسمى (Depersonalization) أي: اختلال تواصل الإنسان مع الواقع من حوله، فيشعر وكأنه خارج جسده، أو أنه منفصل عن الواقع، هذا عرض مزعج حقيقة، ويمكن أن يخيف الإنسان، لأنه غريب، ليس من طبيعة الأشياء العادية التي يشعر بها الإنسان.

أسبابه كثيرة ومتعددة، منها: التعب، أو الخوف، أو الجوع، أو اضطرابات النوم، بحيث أن الإنسان يكون متوترا.

فقبل أن أتحدث عن العلاج أريد منك - أخي الفاضل - أن تعمل على أن تكون في حالة من النشاط البدني، ولكن مع أخذ قسط من الراحة، والحرص على التغذية المتوازنة السليمة، والنوم لساعات معقولة. هذا من جانب.

من جانب آخر: العلاج الأكثر فائدة لمثل هذه الحالة هو العلاج النفسي، عن طريق جلسات علاج نفسي، مع الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، وليس هناك علاج دوائي لهذه الحالة، إلا أنك ذكرت أيضا حديثا عن الوساوس، فإذا كنت تعاني من الأفكار القهرية التي تقتحم عليك عقلك وتجد صعوبة في السيطرة عليها؛ فنعم هنا يمكن أن تستفيد من العلاج الدوائي، كأخذ أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، فهي تعالج الأفكار الوسواسية القهرية.

أيضا لا أكتمك سرا أني فكرت بأن هذه الحالة التي أسميتها (اختلال الأنية) هل هي مرتبطة عندك بالأفكار الوسواسية؟ فهذا وارد، فلذلك يمكن أيضا إذا عالجت الأفكار الوسواسية القهرية بأحد الأدوية المضادة للوسواس القهري يمكن أن تخف عندك هذه الحالة التي تشعر بها من الانفصال عن الواقع.

أخي الفاضل: أرجو أن تعمل وتركز على ما يسمى نمط الحياة الصحي بعناصره الثلاثة: من النشاط البدني، والتغذية المناسبة، وساعات النوم المعقولة، فهذا هام جدا، وخاصة أنك في هذا العمر اليافع (الثامن عشر/18).

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والسلامة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات