لا أستطيع الزواج لأن أخي الأكبر لم يتزوج

0 405

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب ملتزم دينيا، وأحافظ على جميع الصلوات في المسجد، وأقوم بالعمل الدعوي، وأفعل الخير وما ييسره الله لي.
وبعد انتهاء فترة الدراسة الجامعية، لا أقوم بما يسمى وهو شائع بين الطلاب (علاقات الزمالة أو الصداقة أو الحب) وغيره، لأنني أخاف الله.

لكن المشكلة بدأت عندي قبل فترة وجيزة، حيث لا أدري كيف حلت بي هذه المشكلة، وبدأت بحب فتاة جميلة، ومع العلم فقد كنت سابقا لا أرفع عيني في عين أي امرأة، وجرت الأمور بسرعة، فكلما أقسم على أن أتركها وأن لا أحاول انتظارها بعد الدوام، فأفشل! وأنا الآن عاجز من أن أقوم بتركها، وبدأت أفكر بالزواج منها.

لكن هناك أسباب تمنعني منها، مثل وجود أخ يكبرني سنا، ولا أستطيع أن أطلب من عائلتي الذهاب لطلب يدها، وأنا الآن مضطرب تماما، ولا أعرف ماذا أفعل؟ أرشدوني جزاكم الله خيرا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فليتك حافظت على ذلك العفاف الذي تعودت عليه، وليتك خالفت هذا العدو الذي يستدرج ضحاياه، إنه الشيطان الذي أمرنا ربنا بعداوته ومخالفته، ولا يخفى عليك أن المسلم إذا أعجب بفتاة فإن من واجبه أن يتقدم لطلبها من أهلها بعد التأكد من صلاح دينها، وأن يبتعد عنها وعن غيرها إذا لم يكن عنده استعداد للزواج، ولا يخفى على أمثالك وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) وإذا لم يتيسر للشباب أمر الزواج فإنه مأمور بالسير في طريق العفة والعفاف وقال تعالى: (( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ))[النور:33].
ومن هنا فنحن ننصحك بعدم الانحراف وراء هذه العواطف، ولا تورط نفسك دون أن تتعرف على ظروفك الخاصة وكذلك ظروف الفتاة، وليس من مصلحتك أن تعاند أهلك واجتهد في إقناعهم بحاجتك للزواج، وأرجو أن يعاونك في ذلك العقلاء والفضلاء، واعرض الأمر على أخيك الذي يكبرك، واطلب أن يسارع بالزواج أو يطلب لك الإذن من الأهل.

ولست أدري هل تبادلك الفتاة المشاعر؟ وهل هي غير مرتبطة وهل سيوافق أهلها؟ ومن هنا فأنت مطالب بالنظر في كل الزوايا والتخطيط لأمر الزواج، وحتى يحصل ذلك عليك بغض بصرك، فإن النظرات تجلب الحسرات.

وأشغل نفسك بطاعة الله، وارفع أكف الضراعة إلى الله، واعلم أن الخير بيد الله، وثق بأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، فاتخذ الأسباب ثم توكل على الوهاب، ولا تأتي البيوت إلا من الأبواب، وعليك بالاستغفار والتوبة، وأبشر فإن ربك هو التواب، ولا تتمادى في المخالفة فإن ربك لشديد العقاب.

وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات