أهمية عيش الزوجين معاً

0 437

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله

الحقيقة أنها مشكلة أخت زوجي، ونظرا لاختلاف وجهات النظر في الحل أردت أن أعرض المشكلة عليكم، لعلكم تساعدونها في الاختيار، على أن أروي التفاصيل بصورة حيادية من كل جهة.

سافرت أخت زوجي للعيش في النمسا، وعمرها 13 سنة، وذلك مع أسرتها وهي أصغر إخوتها، وكانت مدللة جدا، وبعد أن بلغت سن الشباب، وكان عمرها 25 وفي إحدى زياراتها لمصر مع الأسرة، تم زواجها من شاب مصري فقير الحال، على أن تسكن هي بالنمسا، وهو يظل بمصر، نظرا لعملها هناك، ويأتي هو فيما بعد للعمل بالنمسا، عندما تجد هي له عملا، وساعدته حقيقه كثيرا في بناء مستقبله، حيث كان يعمل محاميا صغيرا في أحد مكاتب المحاماة، ولكن بمساعدتها وأهلها تم تعيينه في أحد البنوك الكبرى، كما أنها بأموالها من عملها ساهمت معه في شراء شقة تمليك، وفرشها من أفخر أنواع الفرش، حيث كانت هي المساهمة بأغلب التكاليف، كما أنها ساهمت أيضا في شراء سيارة من أحدث السيارات، كما غيرت له من طبيعة ملابسه، هندامه وكل شيء، كانت تحضر له من النمسا عندما تسافر له أو يأتي هو لها، ورزقهما الله بولد 9 سنوات وبنت 3 سنوات.

منذ أول يوم والمشاكل دبت بينه وبينها من ناحية، وبينها وبين أهلها من ناحية أخرى، وبينه وبين أهلها من ناحية ثالثة، حيث أنه بالطبع له عادات وأخلاق سيئة، كما أنها مدللة، وأهلها شديدوا الخوف عليها من أي شيء قد يلمسها، ولكم نصحتها بأن هذه ليست بالمعيشة السوية، وأنه لابد لها من الذهاب والاستقرار مع زوجها بمصر، حيث أن مستقبله هناك أفضل بكثير من النمسا، ولكنها كانت تجيب بأنها حاولت ذلك، لكنها لا تستطيع لعدة أسباب، منها أنها لا تستطيع أن تترك هذا الجو الرائع بالنمسا وأسلوب المعيشة الراقي لتسكن بمصر، كما أنه دائما مشغول عنها مع أصدقائه على الهاتف، كما أن التعليم والجانب الصحي بالنمسا أفضل من مصر، وأنها تريد الأفضل لأولادها، وكنت أقول لها بأنه ينشغل عنك بالتليفون لأنه اعتاد ذلك، نظرا لسكنه وحيدا لفترات طويلة، وأنها لابد أن تحاول الاستقرار معه، وذلك أفضل للأطفال، لكنها لم تفعل أيضا بسبب المشاكل بينهما، وتشجيع أهلها لها على البقاء معهم بالنمسا.

مؤخرا تطورت الأمور تطورا خطيرا حيث طلبت منه أن يبيع السيارة ويأتي ليعمل بالنمسا كعامل في مطبعة أو ما شابهه من أنواع العمل، وأن ثمن السيارة يسدد به ديونا لأخواتها عليه، حيث أنه لا يرسل لها إلا القليل من المال، وهو بالطبع ما لا يسد أي شيء من مصاريف الحياة، ويقوم أخواتها بمساعدتها، حيث كانت قد توقفت عن العمل طيلة 8 سنوات منذ رزقها الله أول ابن، ولكن زوجها رفض بيع السيارة، وأتى وجرب العمل لمدة شهرين، دبت خلالها الخلافات الشديدة بينه وبين أهلها، وكذلك بينهما لكني كنت دائما أقول لها إن الخلافات بينهما نظرا لعدم استقرارهما مع بعض، فهذا شيء طبيعي أن تكون هناك اختلافات بين الأزواج، ولكن مع العشرة فإن كل طرف يبدأ في تغيير بعض طباعه، لكي يرضي الآخر، وهو ما لا يحدث معك.

المهم أنها فوجئت بأنه باع الشقة وسدد ديونا عليه بمصر، واستأجر شقة غالية، وطلب منها أن تأتي للعيش معه بمصر، وعندما طالبته بالمال الذي دفعته بالشقة، حيث أنه قرابة الـ 75% رفض وعرض عليها اليسير من المال بحجة أنه قد فقد الكثير من ثمن البيع بتسديد الديون، وهي الآن حائرة لا تدري ما تفعله، هل تنفصل عنه، أم يبقى الحال على ما هو عليه؟ هي بالنمسا وهو بمصر، حيث أن أهلها يرفضون إقامته بالنمسا بعد ما حصل منه من بيع للشقة وعدم تسديد ديون أختهم، وأنه اغتصب بذلك حقها، أم تترك النمسا وتذهب للعيش معه بمصر؟

أنا أشهد أنه كان يأتي لها بأفخر الملابس، وكان يخرج معها للنزهة بأفضل الأماكن، وذلك تعترف هي أيضا به، وأنه إذا استطاع الأفضل فسوف يفعل، كما أشهد أنها مدللة وأن لها تصرفات خاطئة، وأوقن بأنه لا يوجد إنسان كامل، ويجب علينا أن نتعايش على ذلك، ولكنها لا تستمع لي كثيرا، فربما أكون مخطئة، وعلى ذلك أرجو إفادتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ رحاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك عن صاحبتك أحسن الجزاء، وأن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن يصلح ما بينها وبين زوجها وأن يجمع بينهما على خير.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأنا أضم صوتي إلى صوتك وبقوة، وأن ما عرضتيه على أختك من ضرورة العودة إلى مصر والإقامة مع زوجها هذا هو عين الحق، وهو الحل الأمثل فعلا، وأن ما بينهما من خلاف سوف يزول بالعشرة والمخالطة، وأن تركها لزوجها لن يزيده منها إلا بعدا ونفورا وهي كذلك.

لذا أقترح عليها أن تحاول ولو على سبيل التجربة حتى لا تقضي على حياتها الزوجية، خاصة وأن لديها أطفالا لن تستطيع أن تربيهم وحدها، خاصة بعد تقدمهم في السن ودخولهم مرحلة المراهقة.

لذا أنصحها وبقوة بضرورة أن تتوكل على الله وتعيش في بلد زوجها وتتذرع بالصبر؛ لأن الحياة قطعا مختلفة في مصر عنها في النمسا، وبعدها تقرر البقاء أو إقناع زوجها بالهجرة معها على أن يعيشا بعيدا عن أسرتها.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات