قلة فهم واستيعاب وصعوبة في الدراسة، ما الحل؟

0 35

السؤال

لقد قرأت العديد من الاستشارات في موقعكم، وقد انبهرت من دقة وجمال الأسئلة، فأرغب في طرح مشكلتي عليكم.

أعاني من مشكلة بأني غير قادر على التركيز فيما أفعله، فيتشتت انتباهي بسرعة، وأعاني من مشاكل في الفهم والاستيعاب تمنعني من الدراسة؛ حيث مؤخرا كنت أدرس فترات طويلة قد تصل إلى خمس عشرة ساعة في النهار.

قد كنت أعاني من هذه المشكلة فيما مضى، فأشعر أن استيعابي ليس كزملائي في الصف، فقد كنت أحتاج وقتا أطول كي أفهم الفكرة، فلم أعطها اهتماما في صغري؛ حيث لم تكن مزعجة.

هذه السنة أصبحت في الصف الثالث الثانوي، فهذا الصف صعب، ويحتاج إلى جهد وتعب، وهو يحدد مستقبلك.

بدأت الدراسة بجد ونشاط، وقد كانت النتائج مبهرة فقد كنت الأول على صفي، ولكن شيئا فشيئا بدأت أفقد التركيز، وزادت مشكلة عدم الاستيعاب لدرجة لا تطاق، وأصبح مزاجي سيئا جدا، لدرجة أني أستلقي على السرير، وليس لدي رغبة بأن أفعل أي شيء، ولم أعد أقوى على الدراسة، فكما قلت لك كنت أدرس خمس عشرة ساعة، والآن أنا لا أستطيع أن أتم ساعتين.

يوما بعد يوم يزداد المزاج السيء، وتتفاقم كل المشاكل، وبدأت بالتفكير بالأفكار الانتحارية، لكنني أكبتها خوفا من ربي وغضبه.

علما بأني أعاني من وساوس قهرية خفيفة، وأشعر أحيانا بأني أعيش بواقع من نسج خيالي، وليس الواقع الذي أعيش فيه، كما أني أمارس العادة السرية.

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب.. ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم -يا أخي الفاضل- يبدو مما ورد في سؤالك أنك تعاني مما نسميه ضعف التركيز، وتشتت الانتباه ADD، ويبدو أيضا أنك مصاب به منذ طفولتك، وهذا ما يحصل عند 60% من الناس، ضعف التركيز وتشتت الانتباه، يكثر عند الأطفال، فقد يصيب 9% ولكن عند البالغين الراشدين قد يصيب 3%.

نعم في كثير من الأحيان قد لا يدرك الإنسان أنه مصاب بهذا إلا أنك انتبهت، وهذا واضح من سؤالك، حيث إنك تجد تشتتا ومللا من القيام ببعض الأمور العادية، بحيث إنها لا تجذب انتباهك وتركيزك، وتتمثل الأعراض عادة بتشتت أو بسهولة تشتت التركيز، أحيانا تدافع الأفكار، فكرة وراء أخرى، أحيانا صعوبة في إتمام المهمات المطلوبة، وعدم الانتباه للتفاصيل، وضعف الاستماع إلى الآخرين،

ما أسباب ضعف التركيز وتشتت الانتباه؟ عوامل متعددة وأهمها الوراثة، مشكلة أثناء النمو في المرحلة الجنينية.

أما التوجيهات العلاجية فأنصحك أولا بزيارة الطبيب النفسي، ليقوم بفحص الحالة النفسية، وتأكيد التشخيص بأنه تشتت الانتباه، طبعا أريد أن أنبهك هنا أن هناك من يعاني من فرط الحركة، وتشتت الانتباه، ADHD ويبدو هذا أنه غير موجود عندك، ولكن الموجود عندك هو تشتت الانتباه.

أما العلاج بعد تأكيد التشخيص فهناك طريقتان، إما عن طريق العلاج المعرفي السلوكي الذي يمكن أن يساعدك على تنظيم أوقاتك ومهماتك بحيث تنهيها بشكل صحيح، أو تتعلم مهارات لكيفية إنهائها بالشكل الصحيح، وفي الحالات المتوسطة أو الشديدة قد نحتاج إلى العلاج الدوائي، واترك للطبيب النفسي أن ينصحك أو يوجهك في هذا.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والسلامة، وتمام العافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات