كيف أتوب إلى الله توبة نصوحًا وأنسى ذكريات الماضي؟

0 5

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الموضوع باختصار: ارتبطت ببنت بالكلام كتابة، وكانت تريد أن نتكلم بالصوت، لكني كنت أرفض، وكنا نتقابل كل فترة طويلة، والارتباط تم تقريبا منذ 3 سنين.

الحقيقة من ناحيتي كان الإعجاب فقط بشخص البنت، ثم انتهى الإعجاب، وهي أحبتني كثيرا حسب ما قالت، وبأنها تعبت نفسيا، وبعثت رسالة طويلة تفيد أنها لن تسامحني.

هي حاليا مخطوبة، وأنا أحب أن أعرف كيف أتوب توبة نصوحا من هذا الموضوع؟ وإذا كنت قد آذيتها فعلا -سواء بقصد أو بدون قصد- فكيف أتوب؟

قصة أخرى مع بنت أخرى، صار بيني وبينها كلام تقريبا في فترة الثانوية العامة، وحينها هي كلمت رجلا آخر بنفس الوقت الذي كنا فيه نتحدث، وتركتها، وانتهى الموضوع، ثم رجعنا نتكلم منذ سنتين.

من ناحيتي كنت أتكلم كصديق فقط، وهي كانت تريد الزواج بي، وكل فترة تكرر علي الحديث عن الزواج، وأقول لها: لا، نحن أصحاب فقط، وهي تسكت.

المهم الموضوع استمر إلى أن خطبت أنا غيرها، وهي عرفت من خلال (انستجرام) ومن أحد أقربائي، وأنا أعرف أن كل الكلام الذي حصل خطأ مني، ومن جهتي قد عفوت.

كيف أتوب؟ خصوصا أن مخطوبتي التي خطبتها رسميا مريضة بتكيس المبايض، وبطانة الرحم المهاجرة، والسكر، فهل يمكن أن يكون هذا عقابا من ربنا لي؟ وهل علي كفارة غير التوبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الابن- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وصحوة الضمير، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك لنتوب، وأن يهديك إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

لا شك أن الذي حصل خطأ كبير، وأنت معترف بذلك، وتعرف ذلك وتبحث عن الحل، وهذا مبشر بالخير، وندعوك إلى أن تصدق مع الله تبارك وتعالى، ونبشرك بأن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. لكن التوبة النصوح التي يغفر الله لصاحبها بل يبدل سيئاته القديمة بحسنات هي التوبة التي يكون فيها إخلاص مع الله، صدق مع الله تبارك وتعالى، ندم على ما حصل، توقف عن الخطأ، عزم على عدم العودة للخطأ، ثم بعد ذلك الإكثار من الحسنات الماحية، والتخلص من كل تلك الذكريات بأرقامها وأماكنها وأشخاصها؛ لأن هذا هو الدليل على صدق التوبة، والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.

هذا الذي حدث من الأذى لك أو عليك كله ثمن المعاصي التي حصلت، ولا شيء عليك ولا على أطراف هذه سوى الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله، مع التذكير بالشروط التي ذكرناها في التوبة النصوح . ونحن نبشر كل إنسان إذا صدق في توبته أنه سيبلغ العافية، بل إن الله تبارك وتعالى الكريم يبدل السيئات القديمة لحسنات، لمن صدق في توبته؛ لأن الكريم ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، ولا سمى نفسه رحيما إلا ليرحمنا، لكن الخوف على من يتمادى، الخوف على من يعود المرة بعد المرة للمعصية، لأن الإنسان لا يدري متى تنخرم به لحظات العمر، وحذار من توبة الكذابين، وهي أن يتوب الإنسان بلسانه، ويظل القلب متعلقا بالمعصية، محتفظا بأرقامها ومواقعها وذكرياتها.

لذلك أرجو أن تعود إلى الله عودة صحيحة، وتتوب إلى الله توبة نصوحا، وعندها نبشرك بالخير الكثير، وعليك بطي تلك الصفحات ولا تعط الشيطان أي فرصة أو مجال.

أما بالنسبة لهذه الفتاة المخطوبة؛ فنتمنى أن تتحول الخطبة إلى عقد زواج، لتكون العلاقة رسمية، ونرجو أيضا أن تحافظ على هذه العلاقة وفق القواعد الشرعية، فإن الشرع يحكم علاقة الخاطب بالمخطوبة، وفي الإسلام الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج معها ولا التوسع معها في الكلام.

نسأل الله أن يكتب لها السلامة والعافية، وأن يقدر لك ولها الخير ثم يرضيكم به، ومسألة الاستمرار مع عدمها متروكة للطرفين، والإنسان ينبغي أن يكون وفيا لالتزاماته، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات