ما هو الأسلوب المناسب للتعامل مع الوالد إذا كان ملحدًا؟

0 36

السؤال

أبي إنسان لا يؤمن بالأنبياء ولا بالكتب السماوية ولا بالقضاء والقدر، ويشرب الخمر، ويكره الإسلام والمسلمين!

سؤالي: أنا وأمي نتكلم عنه عند خروجه من البيت، فهل هذه غيبة؟ وما كفارتها؟ وهل يجب طاعته؟ وهل يجوز العيش معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه، مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي الوالد وأن يرده إلى الحق والصواب، وأن يهديه إلى الإيمان وإلى أحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

نحن نتمنى أن تستبدلوا كلامكم عن الوالد إلى الدعاء له، والحرص على هدايته وبذل الأسباب الممكنة في ذلك، ولو بإدخال الفضلاء من الكبار من إخوانه، أو أعمامه، أو من لهم عنده مكانة حتى يعينوكم في هدايته، واستبشروا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) فكيف إذا كان هذا الرجل هو الأب، هو الزوج، فلذلك أرجو أن يكون اجتهادكم في بذل الهداية له.

أما بالنسبة لطاعته فهو يطاع إذا أمر بطاعة أمر يرضي الله تبارك وتعالى، أما إن أمر بمعصية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومع ذلك ينبغي أن تظهروا له ما يلين قلبه، ويؤلفه نحو هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ولا شيء عليكم فيما تتكلمون أنه فعل كذا أو فعل كذا؛ لأن الذي يتجاوز الحدود، ويدخل في هذه الكبائر، فالأمر حينها خطير، أنت تقول إنه لا يؤمن بالأنبياء ولا بالكتب السماوية ولا بالقضاء والقدر، نحن نقول هذا يحتاج إلى إنسان يعرف ما الذي عنده، وكرهه للإسلام والمسلمين، كل هذه الأمور تحتاج إلى وقفات طويلة، أمور تمس أصول العقيدة، أصول الإيمان، ونسأل الله أن يعينكم على هدايته.

والعيش معه طبعا ينبغي أن تقدروا لهذا قدره، أعتقد أن وجودكم معه يخفف الشر، وبعدكم عنه سيزيد هذا الشر شرا، والسوء سوءا، وقد يلتف حول من يدفعه نحو الهاوية أكثر، وهو في وضع خطير، فأرجو أن تحولوا كلامكم عنه إلى الاهتمام به، بالحرص على هدايته، اختيار الأوقات المناسبة للنصح له، اختيار من يوصل له النصيحة بطريقة صحيحة، فقد لا يقبل منكم، لكنه سيقبل من آخرين.

حاولوا أن تذكروا الإيجابيات التي عنده واتخذوها مدخلا إلى قلبه، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما كان خالد في صف المشركين -بل كان سببا في هزيمة المسلمين في أحد- النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل مع أخيه الوليد يقول: أين أنت يا خالد، إن لك عقلا، وأرجو أن لا يسلمك إلى شر، مثلك لا يخفى عليه الإسلام، والفكرة هنا هي بشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- لما في خالد من الحسنات والإيجابيات، والنظر للجوهرة وسط ذلك القلب الذي كان وقتها مشركا بالله، فكان هذا سببا في أن يلين قلب خالد، ويبحث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. فحاولوا دائما أن تذكروه بإيجابياته، وأن هذه الأمور السالبة لا تليق به وبأمثاله، ونحو هذا الكلام لعله ينفع، المهم هو أن تجتهدوا في هدايته.

أما العيش معه، فهذا تقديره متروك لكم، إذا كان مصلحة وجودكم معه تخفف من الشرور، قد يكون سبيلا لهدايته، فكونوا معه، أما إذا كان الأمر عكس ذلك، وأنتم تتضررون منه، أو يمنعكم من العبادة والطاعة وفعل ما يرضي الله، فهنا يكون الأمر متغيرا، وعند ذلك تستطيعون أن تبتعدوا عنه، أنا لا أميل للابتعاد عنه، ولكن أدعو إلى السعي بجد في هدايته بشتى السبل.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق، وله الهداية والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات