السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

عندي سؤال وهو: أني أعاني من وسواس قهري في العقيدة، ودائما تأتيني وساوس في الصلاة، أشياء متعلقة بالله، لدرجة أني لا أعقل من صلاتي إلا ربعها أو أقل من ذلك، فهل صلاتي صحيحة؟

ثانيا: عندما أريد الدعاء بقلبي ولساني معا تأتيني وساوس، فهل يقبل الدعاء باللسان فقط دون حضور القلب، إذا غلبني الوسواس؟

جزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: إننا نبشرك بأن ما حصل معك من وساوس هو صريح الإيمان، وهذه بشارة خير لا نذير شؤم، فأبشر واطمئن، ولا تجعل الشيطان يزين لك الخير شرا والحق باطلا.

ثانيا: اعلم أن الوسواس أحد وسائل الشيطان لصرف الإنسان عن الخير، وإبعاده عن طريق الهداية، والمرء ساعتها أحد ثلاثة:

1- إما أن يتكيف مع الوسواس ولا يجد ألما لما يقذف في قلبه، بل يتجاوب معه إيجابا، فهذا والعياذ بالله قد ضل الطريق.
2- أو لا يستطيع التكيف، ويظل في صراع مع الوسواس، لكنه لم يسلك الطريق الصحيح في إزالته فهذا مؤمن مبتلى.
3- لم يتكيف وسلك الطريق الصحيح، فهذا مؤمن نجح في الاختبار.

أنت -أخي- من القسم الثاني يوشك أن تصل للثالث بأمر الله، فأمل في الله خيرا.

ثالثا: التعامل مع الوسواس يحتاج إلى أربعة أمور:

1- الاحتقار: احتقر الوسواس ولا تجعل له شأنا، ولا أثرا، لا تفكر فيه، ولا تستعظمه، واعلم أن الإنسان إذا احتقر أمرا هان عليه، وإذا ضخم شيئا وقع فيه.

2- إذا قذف الشيطان في نفسك فكرة سيئة جاوب بضدها ذكرا، فمثلا إذا أتاك وحدثك عن الله فاعمد إلى ذكر الله مئة مرة، إذا جاءك وحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعمد إلى الصلاة على رسول الله مئة مرة وأكثر، وهكذا واجهه بضد ما يوسوس لك.

3- ابتعد عن الفراغ، واجتهد في شغل أوقاتك دائما بالنافع المفيد من القراءة أو التعلم أو العبادة أو الرياضة، المهم أن لا تكون فارغا من أي شيء.

4- طبيعة الوسواس -أخي- تكمن في قدرته على الانتشار وسط البيئة ذات التفكير السلبي، فإذا أردت القضاء عليه فحول كل أمر سلبي إلى إيجابي، واجتهد في مصاحبة الإنسان الإيجابي، فإن هذا أدعى إلى تخطي مشكلة الوسواس بيسر وسهولة.

رابعا: الدعاء أخي مستجاب في كل حال، فاطمئن، واجتهد أن تجمع مع اللسان القلب، فإن هذه أتمه.

أخيرا: أنت على خير كثير، فلا تقلق، هي مرحلة وستمر، وأنت في هذه مأجور مرتان: مأجور على الطاعة ومأجور على المجاهدة، وإننا على ثقة من أن استمرارك على الطاعة وعلى ما ذكرنا لك من نصائح، مؤذن إن شاء الله بصلاح حالك.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يسعدك، وأن يذهب عنك ما ألم بك، والله الموفق.