السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعون الله سيتم زفافي بعد شهر وبضعة أيام، وقد قمنا بعقد القران، وإذا هو حلالي، لكن بيننا احترام تام مثل أيام الخطوبة.
أنا أريد أن يفتح موضوع ليلة العرس، كي نتفق بخصوصها، ويزول التوتر والخوف منها، أنا خائفة جدا، ولا أعلم ما يجب علي فعله، لا أريد أن أبادر بالحديث، وأخاف إن بادرت أن يصدني، ومن الممكن أنه ينتظر الأسبوع الأخير ليتكلم، ومن الممكن كذلك ألا يتحدث إطلاقا.
علما بأننا لا نتغازل أبدا، ولا يوجد حب بيننا، أنا متوترة للغاية، ماذا يجب علي فعله؟
أرجو الرد في أقرب وقت، وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - بنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونهنئك على مسألة الزواج، ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكم به، ونحب أن نبشرك ونهنئك بأن هذه المناسبة مناسبة سعيدة في حياة الإنسان، ولا مجال للخوف فيها، فأنت -إن شاء الله- ستكونين مع رجل يحبك ويريد لك الخير.
نسأل الله أن يعينكما على فهم متطلبات الحياة الزوجية التي ينبغي أن يكون فيها الود والحب واللطف، وما عندك من حياء وخجل هذا دليل على أنك في قمة العفاف، ومعلوم أن الفتاة في هذه المرحلة فعلا تواجه بعض الصعوبات، ولكن نحن نريد أن نطمئن أنفسنا ونطمئن الجميع، ونقول: الأمر سهل، وأسهل مما نتصور.
نتمنى أن تجدي من الداعيات والفاضلات والعاقلات ممن تزوجن من تقدم لك النصيحة، وهكذا كان يفعل الصحابة والصحابيات، فأسماء بنت يزيد زفت أمنا عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم، قالت أسماء: (أنا قينت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم حتى أدخلتها عليه)، وكانت عائشة في قمة الحياء والخجل، لذلك لما أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح من لبن شرب، وناول عائشة، فطأطأت رأسها - يعني نكست رأسها - واستحيت، قالت أسماء: (فنهرتها وقلت لها: خذي من رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فأخذت منه وشربت رضي الله عنها، وصلى الله وسلم على النبي، وأيضا زفت عائشة امرأة إلى رجل من الأنصار.
أعتقد أن في نسائنا أيضا من العاقلات الفاضلات من يرافقن الفتاة المتزوجة في تلك اللحظات، ويخبرنها ببعض الإرشادات، والأمر أسهل مما تتصورين، ومما تخافين منه.
نتمنى أيضا أن تشجعي زوجك ليكتب إلينا، ويمكنه أيضا أن يتواصل مع جهات شرعية، حتى تبين له الخطوات الأساسية.
نحن ندعوكم إلى أن تبدؤوا حياتكم بالسجود لله، ثم بالتفاهم، وبعد ذلك بخطوات، وعندما تتهيأ النفوس تكمل هذه العلاقة، ومعرفة زوجك بالمراسيم الشرعية مهمة، فإذا كنت محرجة ينبغي أن تجعليه يقرأ كتابا مثلا (آداب الزفاف) للألباني، وهو موجود حتى في الإنترنت، ويتعرف على الكتب التي تتكلم عن الزواج الإسلامي، الزواج السعيد، وفيها آداب ليلة الدخلة.
هذه من الأشياء المهمة، فبدل من أن يكون الكلام مباشرا تقولين له وتطلبين منه أن يقرأ عن هذه الليلة من الناحية الشرعية، ما هي الخطوات، لأنكم ستجدون أن العلماء تكلموا عن تلك الليلة، تكلموا عن أول الخطوات، واللمسات والثناء والمدح، والخطوات التي ينبغي أن يراعيها الزوج وتراعيها الزوجة.
نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ومرة أخرى ندعوك إلى طرد الخوف، ونؤكد أن الحب الحلال والصحيح هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسعادة.
والله الموفق.